طالبان وباكستان يتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الدوحة

توصلت حركة طالبان والحكومة الباكستانية إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، وذلك عقب عدة أيام من الاشتباكات العنيفة على طول الحدود الشرقية لأفغانستان. جاء الاتفاق عقب مفاوضات أُجريت يوم السبت، الموافق 26 أكتوبر، في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة من قطر وتركيا، بهدف تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين الجارين.

وأفادت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أن هذه المفاوضات عُقدت بهدف احتواء التوترات، وأسفرت عن توافق الجانبين ليس فقط على وقف الأعمال العدائية، بل أيضاً على تعزيز التعاون لحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.

قاد المفاوضات وزير الدفاع في حكومة طالبان محمد يعقوب مجاهد، ونظيره الباكستاني خواجه محمد آصف، اللذان ترأسا وفدي بلديهما. وأعربت حكومة طالبان، من خلال بيان رسمي، عن امتنانها لجهود قطر وتركيا في تسهيل هذه المحادثات.

نص الاتفاق على التزام كلا الطرفين بعدم القيام بأي أعمال عدائية ضد بعضهما وعدم دعم الجماعات التي تنشط ضد الحكومة الباكستانية. كما أكد على ضرورة الامتناع عن استهداف المدنيين أو قوات الأمن أو المنشآت التابعة للطرفين.

ووفقاً لذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، سيتم تشكيل آلية مشتركة بمشاركة قطر وتركيا لمتابعة تنفيذ الاتفاق والنظر في الشكاوى المحتملة. وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن أملها في أن يسهم هذا الاتفاق في إنهاء التوترات الحدودية بشكل دائم ويشكل أساساً لسلام إقليمي مستدام.

ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه منذ الأربعاء، استمرت الهجمات عبر الحدود. فقد أدى هجوم جوي نفذته القوات الباكستانية ليلة الجمعة على ولاية بكتيكا إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

وأعلن وزير الدفاع الباكستاني أن “سلسلة الإرهاب القادمة من أفغانستان سيتم وقفها على الفور”. كما أشار إلى أن الجولة القادمة من المحادثات ستُعقد في مدينة إسطنبول التركية بتاريخ 25 أكتوبر، وسيتم خلالها مناقشة تفاصيل إضافية.

ورغم التأكيدات الرسمية على اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن تجارب سابقة تظهر أن غياب الشفافية، وعدم التعامل بجدية مع الجماعات المتشددة داخل أفغانستان، والمواقف غير الواضحة لحكومة طالبان إزاء الحدود، قد تهدد استمرارية هذا الاتفاق.