تفاقم الأزمة الصحية في المناطق المنكوبة بالزلزال في شرق أفغانستان

كشف التقرير الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية عن تفاقم الأوضاع الصحية الحرجة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان في 31 أغسطس. يُبرز التقرير توسع أبعاد أزمة النازحين والحاجات الصحية العاجلة.
ووفقًا للتقرير المُحدث حتى 2 أكتوبر، يحتاج ما يقرب من نصف مليون نسمة في محافظات شرق البلاد إلى مساعدات صحية فورية، حيث تجاوزت تبعات الزلزال الدمار المادي الفوري لتصبح أزمة نزوح واسعة النطاق. اضطر آلاف الأسر للعيش في ستة مخيمات مؤقتة في ولاية كونر بسبب استمرار الهزات الارتدادية وتدمير منازلهم.
أظهرت التقييمات الصحية الأولية أن هذه الأسر تفتقر إلى مياه شرب صحية، بينما تفاقم غياب المراحيض الملائمة وضعف الخدمات الصحية الوضع بشكل حاد. اشتكت النساء من نقص العاملات الصحيات وقصور الخصوصية، مع حاجة ملحة لخدمات صحة الأم والطفل، وتوفير التطعيمات، وعلاج الأمراض غير المعدية، والدعم النفسي والاجتماعي.
تصاعدت المخاوف من أزمات ثانوية، حيث أدى ازدحام السكان وتلوث المياه ونقص الخدمات الصحية إلى وجود بيئة مناسبة لانتشار أمراض مثل الإسهال والالتهابات التنفسية، ولا تزال مخاطر الملاريا والحصبة قائمة. علاوة على ذلك، تتصاعد المخاطر الأمنية التي تواجه النساء والفتيات في هذه المخيمات المكتظة.
مع اقتراب فصل الشتاء، تزداد المخاوف بشأن الأسر التي تقيم في المناطق الجبلية النائية دون توفير وسائل تدفئة. بالتوازي، أصبحت الاحتياجات طويلة المدى مثل الرعاية اللاحقة للجرحى ومواجهة الضغوط النفسية الواسعة المستعجلة أكثر إلحاحًا.
أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً طارئًا لمواصلة تقديم خدمات الإنقاذ، وتوسيع قدرات التأهيل، ودعم المجتمع النازح، طالبة أكثر من 6.9 ملايين دولار للفترة القادمة التي تمتد لستة أشهر.
وفي ظل عجز إدارة طالبان عن تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للسكان، تقع على عاتق المجتمع الدولي والمؤسسات الخيرية مسؤولية ضمان الوصول إلى الخدمات الصحية الأولية والداعمة للمتضررين من هذه الكارثة الإنسانية.




