انخفاض حاد في مساعدات الغذاء الأممية لأفغانستان وسط أزمة تمويل غير مسبوقة

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن خفض مستوى مساعداته الغذائية لأفغانستان بنسبة 80% بسبب تراجع غير مسبوق في الميزانية، مما يهدد ملايين الأسر الضعيفة بنقصٍ حاد في المواد الغذائية مع اقتراب فصل الشتاء. ووفقاً لتصريحات كارل سكاو، نائب مدير البرنامج، فقد انخفض عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية في أفغانستان من عشرة ملايين إلى مليونين فقط.
وأوضح سكاو في مقابلة مع قناة الجزيرة أن نحو نصف التمويل الذي كان يتلقاه البرنامج قد تقلص، ما أثر بصورة خطيرة على قدرته في تقديم الدعم في دول مثل أفغانستان. ووصف عام 2025 بأنه سيكون الأسوأ من حيث جمع الموارد للمساعدات الإنسانية، محذراً من أن العالم يواجه “عاصفة مكتملة الأركان” من تصاعد الاحتياجات الإنسانية مقابل تراجع كبير في الموارد.
وأشار إلى أن البرنامج اضطر في بعض المناطق إلى تعليق أو تقليص 80% من عملياته. وأضاف أن نقص التمويل حال دون تخزين المواد الغذائية في المناطق النائية قبل بدء الشتاء القاسي، وهو ما قد تكون له عواقب قاتلة، خصوصاً على الأطفال. وتفاقمت هذه الأزمة مع فشل حكومة طالبان خلال السنوات الثلاث الماضية في تعزيز البنية التحتية للخدمات الاجتماعية، إضافة إلى القيود التي فرضتها على عمل المنظمات الإنسانية، مما زاد من تعقيد الوضع.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال ستشهد ارتفاعاً حاداً قد يكون غير مسبوق في السنوات الأخيرة. وتواجه أفغانستان حالياً إحدى أسوأ الأزمات الغذائية في العالم، حيث تشير تقييمات الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأطفال في البلاد يعانون من سوء التغذية الحاد.
وتظهر تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 48% من سكان أفغانستان يعيشون تحت خط الفقر، بينما يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى نوعٍ من أنواع المساعدات الإنسانية. وعلى الصعيد العالمي، أكد سكاو أن 320 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما انخفضت ميزانية البرنامج بما يزيد عن 40%. وأشار أيضاً إلى أن النقص في الموارد اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تسريح قرابة خمسة آلاف موظف هذا العام.




