الولايات المتحدة تبدأ بناء قاعدة عسكرية جديدة شرق سوريا

بدأت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بناء قاعدة عسكرية جديدة خارج نطاق الـ ٥٥ كيلومتراً من منطقة التنف الاستراتيجية على الحدود السورية-العراقية. وتقع هذه القاعدة بمحاذاة الطريق الدولي بين بغداد ودمشق، وهو مسار ذو أهمية استراتيجية وكان محوراً للخلافات الإقليمية منذ سنوات.
وبحسب التقارير، يجري إنشاء هذه المنشأة العسكرية بالتنسيق بين إدارة طالبان ووزارة الداخلية السورية. وأوضح مسؤولون أمريكيون أن الهدف من إنشاء القاعدة هو تدريب قوات محلية جديدة وتعزيز القدرات القتالية للوحدات السورية الحليفة للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القاعدة لم تُستكمل بالكامل بعد، إلا أن المعدات الأولية والذخائر اللازمة قد تم نقلها إليها.
في الأيام الأخيرة، تصاعدت التحركات العسكرية الأمريكية شرق محافظة حمص، خاصةً في محيط مدينة تدمر الأثرية. وزادت تحليقات الطائرات المُسيّرة الاستطلاعية التابعة للتحالف من الشائعات حول احتمال إنشاء قاعدة ثانية في هذه المنطقة.
وفي تطور آخر، وصلت قافلة مؤلفة من ٣٥ شاحنة محملة بتجهيزات عسكرية من إقليم كردستان العراق إلى مدينة الحسكة شمالي سوريا، وتمركزت في قاعدة قسرق. وتُعد هذه التحركات مؤشراً واضحاً على تزايد تركيز الولايات المتحدة على المناطق الحدودية السورية مع العراق والأردن.
ويرى خبراء عسكريون أن واشنطن بتوسيع وجودها العسكري تسعى إلى ترسيخ نفوذها داخل البنية الأمنية لمرحلة ما بعد الأسد. وتُبرر الولايات المتحدة هذه الخطوات بشعار مكافحة الجماعات الإرهابية، إلا أن الهدف الحقيقي يبدو أنه يتمثل في تعزيز موقعها ضمن النظام الإقليمي الجديد في غرب آسيا؛ وهو نظام يشهد تنافساً بين قوى مثل روسيا وتركيا ودول أخرى في المنطقة.
وفي ظل العلاقات الوثيقة بين إدارة ترامب وبعض الجهات الحاكمة في المؤسسات المحلية السورية، إلى جانب الوجود العسكري الكثيف للتحالف، يبدو أن واشنطن تدخل مرحلة جديدة في هندسة الجغرافيا الأمنية لسوريا. ويُعدّ التحكم في الطريق الاستراتيجي بين بغداد ودمشق أحد الأهداف الجوهرية لهذا المشروع الأمريكي.




