مصير غامض للزلزالين في شرق أفغانستان مع اقتراب الشتاء

مع اقتراب فصل الشتاء، لا يزال الآلاف من سكان شرق أفغانستان المتضررين من الزلزال يعيشون في وضع حرج. ضرب زلزال بلغت شدته أكثر من 6 درجات في 31 أغسطس 2025 المناطق الشرقية من البلاد، وتسببت الهزات الارتدادية بتلفيات إضافية. وعلى الرغم من استمرارية عمليات الإغاثة، لا يزال العديد من المتضررين يعيشون في خيام مزدحمة وفي مناطق يصعب على المنظمات الإغاثية الوصول إليها.
في ولاية كونر، تم إنشاء مخيمات مؤقتة في منطقة نورغل (قرى بوتان وزري بابا)، وقاعدة عسكرية خاصة في كونر، بالإضافة إلى ثلاث مواقع أخرى في مناطق أنديرلاتشك ووادي ديوغل بمنطقة تشوكاي، ويزداد عدد السكان في هذه المواقع يومياً. ظروف المعيشة في هذه المساكن مؤسفة وتفتقر إلى أبسط المستلزمات الأساسية.
حتى الآن، وفرت المنظمات الإنسانية الغذاء لأكثر من 141 ألف شخص، بالإضافة إلى مواد غذائية خاصة للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. كما تم توزيع مواد غير غذائية ضرورية على 7269 أسرة، مثل الخيام والملابس الشتوية والبطانيات.
على صعيد الخدمات الصحية، تم تقديم الرعاية الطبية لما لا يقل عن 98400 شخص، أكثر من نصفهم من النساء والفتيات، وتم توفير مياه شرب معقمة بواسطة صهاريج وعمليات كلورة لما يزيد عن 23005 أشخاص. كما ساهم بناء 1370 مرحاضًا في تحسين الوصول إلى خدمات النظافة وتأمين الاحتياجات الأساسية لحوالي 41377 شخصًا.
منذ 15 سبتمبر، أدت انقطاعات في خدمات الاتصالات والإنترنت إلى تأثر عمليات الإغاثة. بلغت هذه الانقطاعات ذروتها في 29 سبتمبر حين توقفت جميع شبكات الاتصالات والإنترنت في أنحاء البلاد لمدة 48 ساعة كاملة. هذا الانقطاع لم يعطل فقط الإجراءات الإغاثية، بل واجه الوصول إلى الخدمات الصحية والضرورية تحديات كبيرة.
حتى 25 سبتمبر، تم تأمين 31.5 مليون دولار استجابة لأزمة الزلزال، لكن لا يزال هناك نقص في التمويل بقيمة 108.1 مليون دولار. وتُقدر الاحتياجات المالية الإجمالية للاستجابة الطارئة وإعادة الإعمار الأولية بعد الأزمة بـ 139.6 مليون دولار.
مع انتهاء المرحلة الطارئة، تعمل منظمات الإغاثة على مراجعة خطط الاستجابة للزلزال لتركيز الجهود على الاحتياجات الحرجة في المناطق المتضررة بشدة، والتي ستحتاج إلى دعم مستمر خلال الشتاء.
بالنظر إلى عدم الاستقرار والقيود الشديدة التي تفرضها إدارة طالبان على عمليات الإغاثة، فإن نقص الوصول الحر والكاف إلى المناطق المتضررة جعل عمل فرق الإغاثة معقدًا. هناك حاجة ماسة لأن تزيد المجتمع الدولي ضغوطه لضمان الوصول الإنساني واحترام المبادئ الإنسانية العالمية.




