أهم الأخبارالخبر الثانويدولي

ترامب يلتقي بولي عهد السعودية محمد بن سلمان في واشنطن

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، بولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، في البيت الأبيض. وجرت المباحثات في المكتب البيضاوي، وتركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي، وصفقات بيع الأسلحة، والتطورات الإقليمية.

وفي هذا اللقاء، وصف ترامب ولي العهد السعودي بأنه “صديق حميم”، ورحب بحضوره إلى البيت الأبيض. وأوضح الرئيس الأميركي أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة بلغت حتى الآن 600 مليار دولار، مع توقعات بارتفاعها إلى تريليون دولار في المستقبل. وأضاف أيضاً أن بلاده مستعدة لبيع مقاتلات F-35 إلى السعودية، مرجحاً إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين في مجال الطاقة النووية.

سياسياً وأمنياً، وصف ترامب السعودية بأنها “حليف حقيقي”، مشيراً إلى دعمها لجهود واشنطن في تعزيز قدراتها العسكرية. وأكد أن العلاقات الأميركية السعودية “في أفضل حالاتها”. ومع ذلك، فإن هذه العلاقات القائمة بشكل رئيسي على صفقات اقتصادية وعسكرية كبيرة، طالما واجهت انتقادات حقوقية، خصوصاً لدور الرياض في حرب اليمن، وقمع ناشطي حقوق الإنسان، وقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار ترامب إلى الأزمة الفنزويلية، قائلاً إنه يرغب في الحوار مع نيكولاس مادورو، إلا أنه ادعى أن الحكومة الفنزويلية لم تتعامل بصورة لائقة مع الولايات المتحدة. كما كرر مزاعمه السابقة ضد إيران، قائلاً إن طهران تسعى للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن، مشدداً على ضرورة منعها من الحصول على سلاح نووي.

أما في الشأن الداخلي المثير للجدل، فقد نفى ترامب أي علاقة له بجيفري إبستين، المستثمر المتهم بالاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي، واصفاً إياه بـ”المنحرف والمريض”. وأضاف أن إبستين لم يقدّم أي دعم مالي لحملته الانتخابية.

وأكد ترامب أنه لن يشارك في قمة مجموعة العشرين المقررة في جنوب أفريقيا، مبرراً قراره بما وصفه بـ”السلوك غير اللائق” لجنوب أفريقيا تجاه القضايا العالمية.

من جهته، أكد محمد بن سلمان أن المملكة تسعى لبناء مستقبل مشترك مع الولايات المتحدة، وتطمح لرفع استثماراتها في البلاد إلى تريليون دولار. كما تحدث عن جهود السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومفاوضات التسوية على أساس حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وذكر أن الرياض ترغب في لعب دور فاعل في إعادة إعمار غزة، وإن لم يتم الإعلان بعد عن مبلغ محدد لهذا الدعم.

رغم تصريحات ترامب بشأن التقدم في ملف حقوق الإنسان في السعودية، فإن دور ولي العهد المباشر في انتهاكات جسيمة، بما في ذلك مقتل الصحافي جمال خاشقجي، لا يزال محل تساؤل وانتقاد شديد من المنظمات الدولية. وتأتي زيارة بن سلمان إلى واشنطن في وقت لا تزال فيه شعوب المنطقة تعاني من ويلات الحرب والفقر، وهو ما يجعل مثل هذه اللقاءات أقرب إلى صفقات اقتصادية وأمنية منها إلى تلبية تطلعات الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى