طالبان تدّعي تحقيق الاكتفاء الذاتي لقواتها المسلحة والقدرة على صد التهديدات

أفاد مسؤولون عسكريون في إدارة طالبان بأن القوات المسلحة التابعة لهم عملت بشكل مستقل خلال السنوات الأربع الماضية، وتتمتع حالياً بقدرة على الرد على أي تهديد موجَّه ضد أفغانستان. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الوضع الأمني المتوتر والمخاوف المتزايدة بشأن طبيعة وعمل قوات طالبان العسكرية.
محمد فصیحالدین فطرت، رئيس أركان القوات المسلحة في إدارة طالبان، قال خلال اجتماع بحضور ممثلين عن وسائل الإعلام وعدد من المحللين السياسيين ومسؤولين في الإدارة، إن القوات العسكرية لطالبان تعاملت، بحسب تعبيره، بـ”قيادة وشجاعة” مع التهديدات، وبعثت برسالة إلى دول الجوار تؤكد أن أي هجوم سيقابل برد فوري.
ونقلت وزارة الدفاع التابعة لإدارة طالبان عن فطرت تأكيده أن الشعوب التي لا تعتمد على قدراتها الداخلية لا تحقق تقدماً حقيقياً. كما أشاد بدور وسائل الإعلام في دعم السياسات الأمنية لإدارته، داعياً إلى مزيد من التعاون من أجل ما سمّاه “بناء الدولة”.
وادّعى هذا المسؤول العسكري أن إدارة طالبان تسعى إلى إنشاء جيش مجهز بأسلحة حديثة للدفاع عن وحدة أراضي البلاد في جميع الظروف. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذه الادعاءات تُطرح في وقت تفتقر فيه قوات طالبان إلى الشرعية القانونية، والرقابة الوطنية، والبنية المؤسسية للمساءلة. كما تثير السياسات الأمنية للإدارة مخاوف جدية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، واحتكار السلطة، وتحقيق الأمن المستدام في البلاد.
وكانت إدارة طالبان قد تحدثت مراراً في السابق عن قدراتها العسكرية، إلا أن مراقبين يرون أن الاعتماد المطلق على النهج العسكري وتهميش المشاركة الحقيقية للشعب والمؤسسات المستقلة لا يضمن الاستقرار، بل قد يُدخل أفغانستان في دورة جديدة من الأزمات وعدم الاستقرار.




