أهم الأخبارثقافة

طالبان تعيد حجر ضريح الشاعر خليل‌الله خليلي إلى مكانه بكابل

أفادت مصادر من جامعة كابل بأن حركة طالبان أعادت مساء السبت حجر ضريح الشاعر والمفكر البارز في اللغة الفارسية، خليل‌الله خلیلي، إلى مكانه الأصلي، وقامت بتنظيف المنطقة المحيطة من أكوام الأشجار المقطوعة، بعد أن كانت قد أزيلت وأثارت جدلًا واسعًا.

وأوضحت المصادر أن موظفي جامعة كابل باشروا عمليات التنظيف في موقع الضريح خلال ساعات الليل. وكانت قد أُجريت أعمال باستخدام جرافة في هذا المكان، الأمر الذي أثار قلق الطلاب ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن لاحظ الطلاب يوم السبت اختفاء حجر الضريح من مكانه.

وكانت إدارة طالبان قد حولت موقع ضريح خليل‌الله خلیلي إلى مخزن للأخشاب المقطوعة. وعلى خلفية تصاعد الاحتجاجات، نشر حمدالله فطرت، نائب المتحدث باسم طالبان، يوم الأحد منشورًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ادعى فيه أن الضريح “لم يُدمَّر” وإنما تم فقط “تنظيف” المنطقة. كذلك أعلنت صفحات تابعة لطالبان أن وزارة التعليم العالي تعتزم إنشاء حديقة في هذا الموقع.

في سياق متصل، أدان نصير أحمد فايق، المندوب الدائم لأفغانستان لدى الأمم المتحدة، بشدة ما قامت به طالبان، واعتبره جزءًا من مشروع يهدف إلى تدمير الذاكرة الجماعية والرموز الثقافية في البلاد. وكتب فايق، يوم الأحد 4 عقرب، في منشور على منصة “إكس”: “الأستاذ خلیلي كان من نجوم الشعر والأدب الفارسي الساطعة، وصوت المظلومين والحرية”.

وأكد فايق أن تدمير هذا الضريح لم يكن عملية عشوائية، بل هو دليل واضح على سعي حكومة طالبان لمحو الأسس الفكرية والثقافية والتاريخية للشعب الأفغاني، مشيرًا إلى أن من تدمير تماثيل بوذا في باميان إلى استهداف التراث المعاصر، أظهرت طالبان مرارًا موقفًا مناوئًا للقيم الوطنية والثقافية.

كما أظهرت ردود أفعال الشخصيات الثقافية والمؤسسات المدنية حجم الغضب الشعبي إزاء هذه الأعمال، مؤكدين أن مثل هذه الإجراءات لن تُنسى، بل تشكّل دافعًا أكبر للدفاع عن هوية أفغانستان الثقافية والتاريخية.

يُذكر أن خليل‌الله خلیلي، الشاعر والمؤرخ والكاتب المعروف في أفغانستان، توفي عام 1987 في إسلام آباد بباكستان. وبناءً على وصيته الشخصية، كان من المقرر أن يُدفن في وطنه. وفي عام 2012، قررت الحكومة الأفغانية السابقة بقيادة حامد كرزاي نقل رفاته من بيشاور إلى جامعة كابل، بالقرب من ضريح سيد جمال الدين الأفغاني.

يعد الضريح من أولى المعالم الثقافية التي أُنشئت في كابل بعد سنوات من الاضطراب، ويُعتبر رمزًا لهوية أفغانستان الثقافية. وبالإضافة إلى إرثه الأدبي الخالد، كان خلیلي صوتًا للعدالة والوطنية والوعي لشعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى