دبلوماسي هندي: التوتر بين كابول وإسلام آباد بلغ مستوى غير مسبوق

أعرب شاشي تارور، وزير الخارجية الهندي الأسبق، في تحليله للعلاقات الحالية بين إدارة طالبان في كابول وحكومة باكستان، عن أن تعارض المصالح بين الجانبين بلغ مستوى غير مسبوق، مما قلل بشدة من فرص قيام شراكة دائمة بين أفغانستان وباكستان. وأكد تارور أن التحالفات السياسية والأمنية تدوم فقط عندما تتوافق المصالح الوطنية، أما في حالة العلاقات الحالية بين كابول وإسلام آباد، فلا يظهر هذا التوافق، بل إن تعارض المصالح قد سد طريق التعاون.
وأشار إلى أن المصالح الوطنية لكل دولة، وليس الوعود السياسية أو التكتيكات القصيرة الأجل، هي التي تحدد الاتجاه الرئيسي لسياسات الحكومات، ولذلك فإن التوقع بتوافق تام بين أفغانستان وباكستان ليس واقعياً. وذكّر تارور بأن حكومة باكستان دعمت طالبان لعقود، حيث اعتبرتها أداة ضغط وعمقاً استراتيجياً في مواجهة الهند. ومع ذلك، منذ أن تسلمت طالبان الحكم في كابول، لم تعد تصرفاتها تتماشى تماماً مع توقعات باكستان، وأصبحت في بعض الأحيان تمثل تحدياً لصانعي القرار في إسلام آباد.
وسلط تارور الضوء على بعض مؤشرات الفتور في العلاقات بين كابول وإسلام آباد؛ منها أن إدارة طالبان أدانت الهجوم الأخير في كشمير ورفضت التعاون مع باكستان في اعتقال أعضاء حركة طالبان باكستان. وخلص إلى أن طالبان باتت الآن جهة فاعلة ذات أولوياتها الخاصة، ولم تعد حليفاً خالصاً لسياسات إسلام آباد.
كما حذر الدبلوماسي الهندي من أن تصاعد التوترات على الحدود المشتركة بين أفغانستان وباكستان، إلى جانب نشاطات حركة طالبان باكستان، قد يؤدي إلى موجة جديدة من انعدام الأمن في المنطقة. وبرأيه، فإن هذه الأزمة لا تهدد فقط العلاقات بين كابول وإسلام آباد، بل تؤثر أيضاً على الوضع الأمني لقوى إقليمية مثل الهند والصين.




