آراءالخبر الرئيسي

فتوى طالبان بتحريم القتال خارج الحدود.. رسالة تهدئة نحو إسلام آباد

اختتم الاجتماع الذي عقدته حركة طالبان بمشاركة علمائها المقرّبين في كابل بإصدار فتوى تُحرِّم القتال خارج حدود أفغانستان. هذه الفتوى – التي، إن كانت تشير إلى تحريم قتال طالبان الأفغان في منطقة خيبر بختونخوا، فإنها في ذاتها تُعدّ اعترافاً رسمياً بخط الحدود المعروف بخط ديورند – اعتبرها محللون بأنها رسالة تخفيف للتوتر، وتعبير عن عدم رغبة طالبان في الدخول في صراع مع إسلام آباد.

الصراع بين طالبان وباكستان بدا أقرب إلى كونه صراعاً شكلياً وليس حقيقياً، إذ لم تظهر دلائل على عمق الخلاف بين الطرفين.

لطالما لعبت باكستان، خلال الخمسين سنة الماضية، الدور الأبرز في إدارة التطورات داخل أفغانستان، وعادةً ما كانت تلجأ إلى أدواتها الخاصة للسيطرة حينما تشعر بأنها قد تفقد زمام المبادرة.

فخلال المواجهات بين طالبان وباكستان، لم نشهد أي تحرك لافت من قبل قلب الدين حكمتيار أو سراج الدين حقاني، وهما من أهم الشخصيات المحسوبة على باكستان والمجربين في إدارة الأزمات داخل أفغانستان، مما يُفهم منه أن باكستان لم تكن قلقة من الوضع أو من المناوشات الظاهرية لطالبان.

اجتماع علماء طالبان في كابل وفتواهم يؤكدان أيضاً أن من وجهة نظر إسلام آباد، لا يزال التحكم الباكستاني بالوضع قائماً ومستقراً، كما أن الظهور العلني لسراج الدين حقاني في خطبة الجمعة بخوست، وسفر حكمتيار إلى ماليزيا، يعكسان ثقة إسلام آباد في استمرار ظروفها المواتية داخل أفغانستان.

في الواقع، الفتوى الصادرة عن اجتماع علماء طالبان في كابل ليست مسألة فقهية بحتة، بل تُستخدم كأداة لتنظيم العلاقة بين طالبان وباكستان؛ أداة تُرضي في الوقت ذاته حركة «تحريك طالبان باكستان» (TTP)، كما تبعث برسالة تعاون طالبان مع مشاريع إسلام آباد ودعوة لخفض التوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى