آراء

سراج الدين حقاني يعزز موقعه في مركز قوة طالبان خلال زيارة قندهار

قام سراج الدين حقاني بزيارة قندهار للمشاركة في مراسم وفاة والدة الملا عمر، ورغم التقارير التي تؤكد حضوره اجتماع أمني في قندهار بحضور الملا هبة الله ووساطة الملا يعقوب بينه وبين زعيم طالبان، إلا أن هذه الزيارة، بالنظر إلى الترحيب الكبير الذي حظي به، تُعد استعراض قوة من قبل زعيم شبكة حقاني في مركز قوة طالبان.

خلال السنوات الأربع الماضية، عزّز أمير طالبان قبضته على هيكل السلطة من خلال تعيين أفراد مقربين منه والقضاء فيزيائياً على منافسين داخل الحزب مثل خليل حقاني وغيره.

وكانت أفعال الملا هبة الله قد دعمت الفرضية بأن سراج الدين حقاني تراجع في الصراع الداخلي داخل طالبان، وأن الملا هبة الله وفريقه هم من يتخذون القرارات الرئيسية لإدارة حركة طالبان.

لكن استعراض قوة سراج الدين حقاني في زيارته لقندهار، التي جاءت بعد أسبوع من حضوره بين مؤيديه في خوست، يُظهر أن سراج لا يزال منافسًا داخلياً قوياً للملا هبة الله، حتى وإن واجه أنصار هبة الله انتقادات سراج الصريحة لحكم زعيم طالبان الاستبدادي.

في الشهر الماضي، انتشرت تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بمحاولة اغتيال فاشلة للملا هبة الله في قندهار، وإن صحت هذه التقارير، فهذا يشير إلى وجود فجوة أمنية كبيرة في قندهار وأن إزالة القائد يمكن أن تكون في متناول اليد، سواء من قبل منافسين داخليين أو بتدخل خارجي.

لكن الأدلة تشير إلى أن إبعاد الملا هبة الله ليس ضمن أولويات القوى الخارجية والغربية حاليا، إلا إذا أصبحت معارضته للمشاريع المصممة لأفغانستان تهدد بشكل جدي إنجازها.

باكستان، الداعم الرئيسي لطالبان والتي تربطها علاقات وثيقة بشبكة حقاني، تسعى للحفاظ على الملا هبة الله لأنه يمثل المرجعية الدينية للبشتون خارج باكستان، وهو أمر ضروري لإدارة البشتون الباكستانيين.

الغرب أيضاً لا يعارض حتى الآن بقاء الملا هبة الله، نظراً لأهميته في إضفاء الشرعية على هيكل طالبان بين المقاتلين، لكن من الواضح أنهم يفضلون تطبيق نموذج المملكة العربية السعودية في أفغانستان.

رغم الفجوة الواضحة في الهيكل والاستقرار بين السعودية وطالبان، قدمت السعودية نموذجًا نسبيًا ناجحًا للحكم التعاوني والتفاعلي مع الغرب وأمريكا، حيث تحظى الشخصيات الدينية بدعم الغرب وأمريكا لكنها لا تتصدر القرارات، بل تأتي في مرتبة ثانية بعد التقنيين والسياسيين مثل محمد بن سلمان.

في أفغانستان، من المرجح أن أمريكا والغرب يفضلون تسليم إدارة الحكومة والأمن لشخصيات مثل عائلة حقاني، الملا برادر والملا يعقوب – الذين يتهيؤون للتعامل مع الغرب – بينما يحتفظون بشخصيات دينية مثل هبة الله، حكيم حقاني وآخرين في الدائرة الثانية للقوة خلف هؤلاء، مما يضمن تحقيق مشاريع أمريكا وتوفير الشرعية الدينية واستيعاب مخاوف باكستان، التي هي شريك لأمريكا، بشأن إدارة البشتون من كلا جانبي حدود دوراند.

التحركات الأخيرة لسراج الدين حقاني قد تكون مقدمة لهذه الخطة، وإذا استجاب هبة الله وأنصاره لهذه المتطلبات، فسيكونون جزءًا من خارطة طريق الغرب وأمريكا في لعبة الأمن والسلطة في أفغانستان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى