سيغار: فشل الجهود الأمريكية لإرساء نظام ديمقراطي في أفغانستان
أعلن مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) في أحدث تقاريره، أن المشاريع الواسعة التي أطلقتها الولايات المتحدة لإقامة نظام ديمقراطي ومستقر في أفغانستان قد باءت بالفشل.
وبحسب نتائج هذا المكتب، خصصت الولايات المتحدة بين عامي 2002 و2021 أكثر من 144 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان، لكن التحقيقات تشير إلى رصد أكثر من 1300 حالة من الاحتيال وسوء الاستخدام والهدر في الموارد. واعتبر سيغار أن هذا الوضع يعكس ضعف الرقابة والإدارة.
ومنذ تكليفه عام 2009 بالإشراف على كيفية إنفاق المساعدات لأفغانستان، نشر هذا المكتب الأمريكي حتى الآن أكثر من 900 تقرير تحقيق. ويرى سيغار أن تركيز الأولوية على الجانب الأمني وتجاهل الحاجات الأساسية للشعب كان أحد أسباب فشل هذه المشاريع.
وبحسب التقرير، بلغت أعلى نسبة من المساعدات الأمريكية في عام 2010، بواقع 16.3 مليار دولار. ومن أصل مجموع المساعدات على مدى 22 عاماً، تم تخصيص 88.8 مليار دولار لأهداف أمنية، و35.9 مليار دولار لمشاريع تنموية، و7.1 مليار دولار للمجال الإنساني، و16.3 مليار دولار للنفقات الإدارية.
ورغم توقف المساعدات الرسمية الأميركية لأفغانستان في عام 2025، يؤكد سيغار أن واشنطن لا تزال أكبر مزوّد للمساعدات الإنسانية لأفغانستان منذ أكتوبر 2021 حتى يونيو 2025، إذ خصصت 3.5 مليار دولار خلال هذه الفترة، ذهب 72% منها لأعمال إنسانية.
كما حدد سيغار مساعدات تبلغ قيمتها 541 مليون دولار بوصفها “مشبوهة”، وقال إن التحقيقات والتدقيقات ساهمت في منع هدر 2.51 مليار دولار.
ويسلط التقرير مجدداً الضوء على سوء الإدارة والفساد البنيوي وغياب المساءلة في عملية صرف المساهمات لأفغانستان، وهي قضايا زادت من قلق المجتمع الدولي بشأن وضع الشعب في ظل إدارة طالبان.
