السعودية تقدم مليون دولار لدعم الزراعة في أفغانستان

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن توقيع اتفاقية مع الصندوق الائتماني الإنساني لأفغانستان، تُخصص بموجبها المملكة العربية السعودية مبلغ مليون دولار لتحسين القطاع الزراعي والحد من انعدام الأمن الغذائي في البلاد.

وسيُقدَّم هذا الدعم المالي عبر الصندوق الائتماني الإنساني لأفغانستان، والذي يتم إدارته من قبل البنك الإسلامي للتنمية. وقد تأسس هذا الصندوق بعد الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عُقد في مدينة إسلام آباد بباكستان في شهر ديسمبر من عام 2021. ويهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وتعزيز القدرة على الاعتماد الذاتي، والتنمية في أفغانستان.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الزراعة تشكل جزءاً كبيراً من اقتصاد أفغانستان، حيث يعتمد نحو 80% من السكان على هذا القطاع. وسيُنفذ المشروع مع التركيز على زيادة دخل المزارعين وتجديد البنية التحتية الزراعية من خلال برامج مثل “النقد مقابل العمل”.

وبموجب هذا المشروع، سيستفيد أكثر من 10 آلاف شخص من المساعدات المباشرة، وستتلقى 761 أسرة فلاحية دعماً مالياً، كما سيتم توفير تدريبات فنية لـ63 شخصاً في مجالات مثل أساليب الزراعة، وإدارة الآفات، والري في المناطق الشرقية والشمالية والشمالية الشرقية من البلاد.

ومن المقرر أيضاً توظيف أكثر من 500 شخص في مشاريع مستدامة، تشمل تحسين أنظمة الري وحماية الأراضي. ويُركّز البرنامج على خلق فرص عمل قصيرة الأجل وتعزيز القدرة على الصمود في وجه الأزمات الغذائية.

وقالت كاترينا ريتز، رئيسة بعثة الصليب الأحمر في أفغانستان، إن هذه المساعدة لا تساهم فقط في تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة، بل إن تمكين المزارعين يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تحقيق الاستقرار والاستدامة طويلة الأمد في المجتمع.

وفي السياق ذاته، أعرب الدكتور وليد عبد الوهاب، رئيس المكتب الإقليمي للبنك الإسلامي للتنمية في تركيا، عن شكره للصندوق السعودي، مشيراً إلى أن هذا التعاون يُجسد القدرة على الشراكة في مواجهة الأزمات الإنسانية الخطيرة في أفغانستان.

فيما تواجه أفغانستان نقصاً حاداً في الموارد الاقتصادية، يشعر المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى بالحاجة إلى تقديم دعم فعال ومستدام. وفي ظل غياب الهياكل الوطنية الفعالة بسبب حكم حركة طالبان، يمكن لمثل هذه المساعدات أن تخفف من الضغط المتزايد على المجتمعات الهشة.