أهم الأخبارسياسة

روسيا تحذّر من تصاعد تهديد داعش-خراسان في آسيا الوسطى

قالت مجلة يورايجيا ريفيو في تقرير جديد إن المسؤولين الروس حذروا من تزايد نشاط تنظيم داعش–خراسان في أفغانستان، وما قد يترتب عليه من انتشار التهديدات الإرهابية إلى آسيا الوسطى. ووفقاً للتقرير، ترى الكرملين أن أفغانستان تشكل بوابة حساسة بين جنوب آسيا ووسطها، وتعتبر أي حالة من عدم الاستقرار فيها تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

ومنذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2021 واستيلاء حركة طالبان على كابل، سعت موسكو إلى توسيع قنوات تواصلها مع الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق، قررت المحكمة العليا الروسية في 17 أبريل 2025 إزالة اسم حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، في خطوة تُفهم ضمن سياسة روسيا الجديدة للتواصل المباشر مع طالبان وإدارة التهديدات الإقليمية.

لكن الهجوم الدموي الذي وقع في مارس 2024 في قاعة حفلات كروكوس بالعاصمة موسكو، والذي تبناه تنظيم داعش–خراسان، أعاد تسليط الضوء على استمرار خطر هذا التنظيم. وهو نفس التنظيم الذي نفذ في أغسطس 2021 تفجيراً مميتاً عند بوابة «آبي» بمطار كابل، مسفراً عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

وأشار التقرير إلى أن روسيا تخشى أن تستغل الجماعات المتطرفة الحدود المفتوحة في آسيا الوسطى لنشر الفوضى في الدول المجاورة لأفغانستان، وهو ما قد ينعكس سلباً على الأمن الداخلي الروسي. وحذر فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن في 20 نوفمبر 2025 من أن خطر انتشار الأنشطة الإرهابية «واقعي للغاية»، مشدداً على أن تنظيم داعش لا يزال يتلقى دعماً من مصادر خارجية ويضم مقاتلين ذوي خبرة قاتلوا سابقاً في الشرق الأوسط.

ورغم نفي حركة طالبان لهذه المخاوف وادعائها بأنها لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، فإن تقارير متعددة – بحسب المجلة – أكدت فشل طالبان في تنفيذ تعهداتها الأمنية، بل وذهبت بعض المصادر إلى الحديث عن دعم تقدمه لمجموعات مثل حركة طالبان باكستان، التي تبنّت مراراً هجمات في الأراضي الباكستانية.

وفي اجتماع حديث لمجموعة الدول المستقلة في موسكو، صرّح سيرغي شويغو، أمين مجلس الأمن الروسي، بأن خطر تسلل المقاتلين المتطرفين من أفغانستان لا يزال قائماً، مما يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي. من جانبها، قالت آنا أوستينييفا، نائبة المندوب الروسي في الأمم المتحدة، إن إجراءات طالبان لمكافحة الإرهاب غير كافية، وإن تصاعد نشاط داعش–خراسان ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة.

وفي الختام، خلصت مجلة يورايجيا ريفيو إلى أن موسكو، رغم استمرارها في التعامل التكتيكي مع حكومة طالبان، ترى أن غياب آلية موثوقة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب قد يفسح المجال لتوسع سريع لداعش–خراسان في آسيا الوسطى وخارجها. وأكدت المجلة أن الوضع الراهن يتطلب مقاربة دولية منسّقة، تجمع بين الضغط الدبلوماسي والتعاون الاستخباري وتعزيز السيطرة على الحدود، للحيلولة دون تحول أفغانستان إلى قاعدة للجماعات الإرهابية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى