دبلوماسي باكستاني سابق يهاجم طالبان ويتهمها باستغلال معاناة الأفغان

انتقد آصف دراني، الدبلوماسي الباكستاني السابق وممثل بلاده السابق في شؤون أفغانستان، بشدة إدارة طالبان مؤكداً أنها راضية بالسيطرة على شعب معدم وجائع، وتستغل الوضع الاقتصادي المتدهور لتحقيق مكاسب سياسية. وقال دراني في رسالة نشرها يوم الأحد 16 ديسمبر عبر منصة إكس، إن “أفغانستان تُعرض للبيع من قبل قادة يعيشون حياة مرفهة في خارج البلاد، بينما يكافح المواطنون الفقراء في الداخل من أجل لقمتين بسيطتين من الطعام”.
ويرى دراني أن انهيار النظام السياسي في أفغانستان وضعف مؤسسات الدولة هو نتيجة سلسلة من الأخطاء التاريخية. وأشار إلى أن عدم الاستقرار بدأ منذ أن أطاح محمد داوود خان بالنظام الملكي للملك ظاهر شاه، ومع صعود المجاهدين لاحقاً ثم طالبان، سقطت مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى. وأضاف أن معظم قادة هذه الحركات نفذوا صفقات نفعية باسم السيادة الوطنية واقتسموا ثروات البلاد فيما بينهم بدلاً من حماية المصالح الوطنية.
وأكد دراني أن أفغانستان تحولت اليوم إلى ملاذ لجماعات إرهابية متعددة، وأن إدارة طالبان لم تتخذ إجراءات فعالة حيال هذا الوضع، بل ركّزت بدلاً من ذلك على زيادة الضغط على الشعب. وقال في رسالته: “الإدارة الحالية تشعر بالرضا إزاء السيطرة على شعب معدم يلهث وراء لقمة العيش. رحم الله شعب أفغانستان البائس”.
تأتي تصريحات دراني في ظل توتر شديد في العلاقات بين باكستان وطالبان، حيث أدت إغلاق المعابر الحدودية إلى توقف التجارة بين البلدين. وأسهم هذا الانسداد في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية في أفغانستان، وزاد من الضغوط الاقتصادية على الشعب. ومع استمرار الجفاف وعودة اللاجئين وانخفاض المساعدات الدولية، تفاقمت الأزمة المعيشية في البلاد — وهي وضعية يعتبرها الخبراء من أسوأ الفترات الاقتصادية في التاريخ المعاصر لأفغانستان.




