باكستان تحذر من نشاط أكثر من 20 جماعة متشددة داخل أفغانستان

حذّر وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، من وجود أكثر من عشرين جماعة متشددة تنشط داخل الأراضي الأفغانية، مؤكداً أن بعضها على صلة مباشرة بتنظيم القاعدة ويشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والمجتمع الدولي.

وفي كلمة له خلال افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي حول أفغانستان، الأربعاء 2 ميزان 1404، قال دار إن باكستان تشعر بقلق بالغ إزاء وجود جماعات مثل حركة طالبان الباكستانية، جيش تحرير بلوشستان والحركة الإسلامية لتركستان الشرقية في أفغانستان، مضيفاً أن هذه الجماعات تستخدم الأراضي الأفغانية لشن هجمات في دول أخرى، داعياً سلطات طالبان إلى وقف نشاطاتها.

وأشار الوزير الباكستاني إلى حوادث دامية على الحدود المشتركة، قائلاً إن قوات الأمن والمدنيين الباكستانيين يتعرضون باستمرار لهجمات مسلحين ينطلقون من أفغانستان. وأضاف: “في وقت سابق من هذا الشهر، قُتل 12 جندياً باكستانياً في هجوم نفذته حركة طالبان الباكستانية انطلاقاً من داخل أفغانستان.”

كما نبه دار إلى أن هذه الجماعات تستغل الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل لنشر الدعاية والتحريض على العنف، معتبراً أن ذلك “أمر غير مقبول على الإطلاق”. وطالب طالبان باتخاذ إجراءات فعالة وملموسة لوقف هذه التهديدات.

وأكد أن أفغانستان لا ينبغي أن تُترك في عزلة دولية أطول، مشدداً على أن الجمود في علاقاتها مع المجتمع الدولي غير قابل للاستمرار. واقترح تشكيل فريق خبراء من دول منظمة التعاون الإسلامي لوضع خارطة طريق لحل أزمات أفغانستان.

وأضاف دار أن السلام والاستقرار في أفغانستان لن يتحققا إلا إذا أظهرت سلطات طالبان حسن نية والتزاماً سياسياً واحتراماً متبادلاً. واعتبر أن باكستان أكثر من أي بلد آخر معنية بتطبيع الوضع في أفغانستان، نظراً لارتباط مصير البلدين بعضهما ببعض.

وفي ختام كلمته، دعا وزير الخارجية الباكستاني منظمة التعاون الإسلامي إلى إبقاء الأزمة الأفغانية في صدارة أولوياتها، محذراً من تحويل الاهتمام الدولي عنها. كما شدد على أهمية المساعدات الإنسانية غير المشروطة، وتمكين الاقتصاد، وإصلاح النظام المصرفي، وتعزيز الحوار، والالتزام بالمعاهدات الدولية، إضافة إلى رفع القيود المفروضة على النساء والفتيات. وأكد: “ينبغي على منظمة التعاون الإسلامي أن تلزم طالبان بوقف القيود غير العادلة والمخالفة لمبادئ الإسلام بحق النساء والفتيات الأفغانيات.”