مجلس علماء باكستان يدعو طالبان لتنفيذ قرار علماء أفغانستان المقيمين بالخارج
دعا مجلس علماء الدين في باكستان، خلال اجتماع رسمي، إدارة طالبان إلى تنفيذ قرار قال إنه صُدر عن أكثر من ألف عالم دين أفغاني مقيمين خارج البلاد، ويهدف إلى مواجهة التطرف ومنع استخدام الأراضي الأفغانية لأغراض غير مشروعة.
وبحسب وسائل إعلام باكستانية، قال طاهر محمود أشرفي، رئيس مجلس علماء الدين في باكستان، إن مسؤولية تنفيذ هذا الإعلان تقع على عاتق إدارة طالبان، واصفاً الوثيقة بأنها “خطوة إيجابية”، مدعياً عدم وجود خلاف في هذا الشأن بين علماء الدين في باكستان وأفغانستان.
وأوضح أشرفي أن علماء أفغانستان يعتبرون أي اعتداء على أراضي بلادهم غير مقبول، في حين يرفض علماء باكستان الإرهاب داخل حدودهم، مؤكداً اتفاق الجانبين على ضرورة عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، بما في ذلك باكستان، والعكس صحيح.
وأشاد رئيس مجلس علماء باكستان بأهمية السلام والاستقرار الإقليمي، مثنياً على دور كل من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية في تسهيل الحوار بين إسلام آباد وإدارة طالبان. لكنه في الوقت نفسه حذر من أن أي احتجاجات أو تحركات ضد القوات المسلحة الباكستانية ستُقابل بردٍّ صارم، مشيراً إلى استعداد المساجد والمراكز الدينية في البلاد للدفاع عن الأمن والاستقرار إذا اقتضت الحاجة.
كما دعا أشرفي الأحزاب السياسية الباكستانية إلى تجاوز الخلافات والدخول في حوار جاد لتعزيز الدفاع والاقتصاد والاستقرار الداخلي، منتقداً استخدام اللغة التحريضية والمسيئة في الساحة السياسية. وأشار إلى أن علماء جميع المدارس الفكرية في باكستان متفقون على رفض العنف ويدعون إلى التغيير السياسي عبر الطرق السلمية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إدارة طالبان إنكار وجود أو أنشطة الجماعات الإرهابية والمسلحة في أفغانستان، وتزعم أنها لا تسمح باستخدام أراضيها ضد أي دول أخرى. ومع ذلك، فإن المسؤولين الباكستانيين عبّروا مراراً عن عدم ثقتهم الكاملة في هذه الضمانات، وطالبوا مراراً بإنهاء نشاط الجماعات المناهضة لباكستان، وعلى رأسها “تحريك طالبان باكستان” (TTP)، وهو ما يُعد محوراً رئيسياً للتوتر والمطالب المستمرة من قبل إسلام آباد تجاه إدارة طالبان.
