وزير الخارجية الباكستاني يقرّ بندم بلاده على دعم طالبان

أقرّ محمد إسحاق دار، وزير الخارجية الباكستاني، في تصريح غير معتاد أمام البرلمان، بأن دعم إسلام آباد لطالبان وتقاربها السريع مع سلطتها فور انهيار الحكومة السابقة في أفغانستان كان «خطأً مكلفاً» لباكستان.
وأشار دار إلى زيارة رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية السابق، فيض حميد، إلى كابل في الأيام الأولى من سيطرة طالبان في أغسطس 2021، مضيفاً أن «تناول كوب من الشاي» لذلك المسؤول في فندق سيرينا بالعاصمة الأفغانية كان رمزاً لهذا الاندفاع وسلوكاً خاطئاً لا تزال تبعاته تطارد باكستان.
وانتقد الوزير بشكل غير مباشر عدم حذر المسؤولين الباكستانيين آنذاك في التعامل مع طالبان، وقال: «لا نريد أن نلقي اللوم على أحد، لكن اندفاعنا المفرط تجاه طالبان كان خطأ كبيراً».
وأضاف أن استعادة طالبان للسيطرة على الحكم أدّت إلى الإفراج عن عدد كبير من الأشخاص «الخطيرين» من السجون الأفغانية، مشيراً إلى أن بعضهم لديه سجل من المشاركة في جماعات متمردة تنشط داخل باكستان، وكانوا في بعض الحالات مسؤولين عن قتل مئات الأشخاص.
وحذّر الوزير من أن الأوضاع الأمنية في باكستان شهدت تدهوراً مستمراً منذ عودة طالبان إلى الحكم، مع ارتفاع عدد الهجمات المميتة، لدرجة أن الوضع الآن بات أسوأ مما كان عليه في عام 2012، على حد قوله، مؤكداً أن «كل أسبوع يشهد حوادث أكثر دموية من السابق».
وفي ختام كلمته، أقرّ دار بواقع الجغرافيا الإقليمية، قائلاً: «لا يمكننا تغيير جيراننا، وهم أيضاً لا يستطيعون تغييرنا»، في إشارة إلى القلق المتصاعد بين المسؤولين الباكستانيين من وجود جماعات متمردة داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة طالبان.
وقد نفت حكومة طالبان مراراً دعمها لأي جماعات متطرفة تنشط داخل باكستان، خاصة حركة طالبان الباكستانية (TTP)، مؤكدة أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم لمهاجمة أي دولة. ومع ذلك، فإن استمرار الاضطرابات في المناطق الحدودية وازدياد الهجمات المتفرقة يثيران شكوكاً كبيرة بشأن تلك التأكيدات.




