باكستان تشترط تحرك طالبان لمكافحة الإرهاب لاستئناف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية

أعلنت باكستان أنها لن تشارك في أي تعاون اقتصادي ذي معنى مع أفغانستان، كما ستعلّق المحادثات الدبلوماسية، ما لم تتخذ طالبان إجراءات حاسمة لمنع أنشطة الجماعات المتطرفة والمعادية لباكستان داخل الأراضي الأفغانية.
جاء ذلك في تصريحات لطاهر حسين أندارابي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي عقد يوم الخميس، أشار فيه إلى الهجمات الدامية الأخيرة في إسلام آباد ومنطقة وانا، مؤكداً أن منفذّي هذه الهجمات انطلقوا من داخل أفغانستان. وقال: “لا يمكننا أن نكون في آنٍ واحد ضحايا للإرهاب ونتطلع إلى تجارة مستدامة. إذا غابت الأمن، فلا معنى للاقتصاد.”
تصريحاته جاءت ردًا على توجيهات صادرة عن إدارة طالبان للتجار الأفغان بتقليص تعاملاتهم التجارية مع باكستان، خطوة وصفتها إسلام آباد بالجحود تجاه التسهيلات التجارية المقدمة من جانبها.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية أن طالبان، رغم المساعدات الاقتصادية التي حصلت عليها من بلاده، لم تتعامل بجدية مع التهديدات الأمنية. وأضاف: “قدّمنا تسهيلات كبيرة للعبور، والتجارة، والاستيراد، لكن للأسف لم تتخذ طالبان أي إجراء فعال ضد الجماعات التي تهددنا من داخل أراضيهم.”
كما رفض أندارابي مزاعم بعض مسؤولي طالبان بعدم قدرتهم على السيطرة على جماعة “تحريك طالبان باكستان”، معتبراً هذه المزاعم غير مسؤولة. وأضاف: “تزعم طالبان أنها تسيطر بالكامل على أفغانستان، فكيف لهؤلاء الإرهابيين أن يشنوا هجماتهم علينا من نفس الأرض؟”
وأصدر تحذيرًا مفاده أن أي حوار مستقبلي مع طالبان سيعتمد على الإجراءات الملموسة التي تتخذها لإضعاف الجماعات المتطرفة. وأوضح أن تأمين المواطنين الباكستانيين هو أولوية قصوى لحكومة إسلام آباد، وأنه لا يوجد ما يدفع لتوسيع العلاقات الاقتصادية دون ضمان الأمن.
ومع تزايد الهجمات الإرهابية قرب الحدود الأفغانية-الباكستانية، تشهد العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التوتر. وطالبت السلطات الباكستانية طالبان بتحمّل مسؤولية انتشار الجماعات المسلحة التي وجدت ملاذًا آمنًا داخل أفغانستان، وهو ملاذ لم تتخذ الإدارة الأفغانية الحالية أي خطوات عملية لتفكيكه حتى الآن.




