دولي

تقرير نرويجي: مهمة نروج في أفغانستان لم تحقق أهدافها

أكد تقرير جديد صادر عن لجنة مستقلة في مملكة النرويج أن حضور البلاد في أفغانستان لما يقرب من عقدين لم يحقق الأهداف الأساسية المرسومة، لكنه وفّر تجارب ثمينة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً في صياغة السياسات الخارجية والأمنية للنرويج.

وأعدّت التقرير ما تُعرف بـ”لجنة أفغانستان”، التي قامت بتقييم مشاركة النرويج في أفغانستان خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2021، وشمل التقرير تقييماً للدور العسكري، والمساعدات الإنمائية، وعملية الإجلاء في عام 2021، والجهود المبذولة في مسار عملية السلام. وقد ترأّس اللجنة بيورن توره غودال، الوزير السابق للخارجية والدفاع في النرويج.

من جانبه، قال إيسبن بارت إيدي، وزير الخارجية النرويجي، خلال مراسم الكشف عن التقرير، إن النتائج تشير بوضوح إلى معاناة عميقة لدى الشعب الأفغاني، فضلاً عن إخفاقات دولية، خاصة في الفترة من 2015 إلى 2021. وأشار إلى أن هذه التجربة قدّمت دروساً بالغة الأهمية في التعامل مع الأزمات الدولية.

وأعربت وزارة الدفاع النرويجية عن امتنانها لجهود قواتها المسلحة في أفغانستان، مشيرة إلى أن خبراتهم عززت من القدرات الدفاعية للنرويج. كما أوضح وزير الدفاع، تور أُو ساندفيك، أن أهداف المهمة في أفغانستان لم تتحقق بالكامل، ورغم ذلك فإن شجاعة وتفاني القوات الخاصة، والشرطة، والدبلوماسيين، والكوادر الطبية النرويجية على الأرض كانت محل تقدير.

وذكر التقرير أن أكثر من 10 آلاف شخص من النرويج، بما في ذلك العسكريون والدبلوماسيون والعاملون في السلك القضائي، شاركوا ضمن إطار قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبالتعاون مع الولايات المتحدة في أفغانستان. كما أشار إلى أن القوات الخاصة النرويجية، بالتعاون مع وحدات الشرطة الخاصة الأفغانية، أحبطت 46 هجوماً كبيراً في كابل، أنقذت من خلالها العديد من الأرواح المدنية.

كما اعتُبِرت عملية الإجلاء الطارئة في عام 2021 واحدة من أصعب المهام النرويجية، حيث تمكّنت النرويج، خلال انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة طالبان على كابل، من نقل أكثر من 1100 شخص بأمان من العاصمة الأفغانية إلى النرويج.

وأبدت لجنة الدول المانحة قلقها من أن التركيز المفرط أحياناً على الحوار مع حركة طالبان أثّر سلباً على فاعلية جهود السلام. ورغم ذلك، أكّد وزير الخارجية النرويجي أن الحفاظ على قنوات الحوار مع جميع الأطراف أمر بالغ الأهمية لتحقيق سلام دائم.

ومن بين أبرز المخاوف التي أوردها التقرير، تدهور وضع النساء والفتيات في أفغانستان بعد عودة طالبان إلى السلطة. وأكدت النرويج أن دعم حقوق النساء كان من المبادئ الأساسية في سياساتها تجاه أفغانستان، مشددة على استمرار التزامها بدعم النساء والفتيات الأفغانيات.

وفي الختام، أكّد التقرير أن بناء نظام ديمقراطي ومستقر في بلد مثل أفغانستان من الخارج مهمة بالغة الصعوبة وربما مستحيلة، داعياً إلى أخذ هذا الدرس بعين الاعتبار في السياسات المستقبلية المتعلقة بالبلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى