احتجاز مئات ناقلات الوقود الإيرانية في أفغانستان وسط غياب حل من طالبان

تعيش مئات من ناقلات البنزين الإيرانية حالة احتجاز داخل الأراضي الأفغانية منذ عدة أشهر، دون أن تُقدم إدارة طالبان أي حلّ لإعادتها أو تفريغ حمولتها حتى الآن، رغم تصديرها عبر معبر دوغارون الحدودي.
وقال محمد علي نبيبور، نائب الحاكم للشؤون السياسية والاجتماعية في محافظة خراسان الرضوية، إن 736 ناقلة بنزين لا تزال عالقة في أفغانستان منذ نحو نصف عام بسبب رفض الجهات الأفغانية استلام شحناتها. وأوضح أن نحو 70% من هذه الناقلات تعود لسائقين إيرانيين، في حين أن 30% منها مملوكة لمواطنين أفغان.
وخلال زيارته لمنطقة الطاقة في معبر دوغارون، أكد نبيبور استمرار الجهود لحلّ هذه المشكلة، مشيرًا إلى عقد عدة اجتماعات على مستوى المحافظة، ورغم النتائج الإيجابية التي تحققت، لم تتخذ إدارة طالبان أي خطوات عملية ملموسة.
من جهته، أعرب حسين جمشيدي، محافظ منطقة تايباد، عن قلقه إزاء تأخر حل هذه الأزمة، مؤكدًا أن التوقف الطويل للناقلات، خاصة في فصل الشتاء ومع انعدام البنية التحتية الآمنة، أدى إلى استياء شديد لدى السائقين الإيرانيين وأصحاب الشحنات.
وبحسب المسؤولين المحليين الإيرانيين، تم اتخاذ بعض الإجراءات لإعادة جزء من شحنات البنزين، كما تم الاستفادة من بعض منشآت تخزين المشتقات النفطية في المنطقة الحرة بدوغارون لتسهيل هذه العملية.
وقد تراجع عدد الشاحنات المتوقفة من حوالي ألفي ناقلة إلى 736 ناقلة فقط نتيجة التباطؤ وعدم التعاون من طالبان، وفقًا لتقديرات محافظ تايباد، وتحمل هذه الناقلات أكثر من 25 مليون لتر من البنزين. وتجدر الإشارة إلى أن 20% من الصادرات من دوغارون إلى أفغانستان تُشكلها المواد البترولية.
وبحسب إحصائيات الجمارك الإيرانية، تم تصدير أكثر من 471 ألف طن من السلع بقيمة تقارب 600 مليون دولار من دوغارون إلى أفغانستان في النصف الأول من هذا العام، ما يشكل زيادة ملحوظة مقارنة بالعام السابق.
ورغم أن محافظة خراسان الرضوية، التي تمتلك 302 كيلومتر من الحدود المشتركة مع أفغانستان وتضم المنطقة التجارية في دوغارون، تلعب دورًا مهمًا في نقل البضائع إلى أفغانستان، إلا أن غياب التقدم في معالجة أزمة الناقلات المتوقفة يثير تساؤلات جدية بشأن فعالية هذا الطريق التجاري وأداء إدارة طالبان فيما يتعلق بالتزاماتها التجارية.




