إيران: القيود على النساء في أفغانستان انتهاك للكرامة الإنسانية وتخالف المبادئ الإسلامية

قال أمير سعيد إيرواني، المندوب الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع في أفغانستان، إن شعب هذا البلد لا يزال يواجه موجة من الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن وقيوداً واسعة على النساء والفتيات. وأضاف أن الوضع ازداد هشاشة مع اقتراب فصل الشتاء والخسائر الناجمة عن الزلازل الأخيرة، مما يرفع احتمالية تفاقم أزمة الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وأشار إيرواني إلى أن نقص الموارد المالية في برنامج الاستجابة الإنسانية لعام 2025 يشكل تهديداً خطيراً، ودعا المجتمع الدولي إلى زيادة مساعداته لضمان استمرار عمليات الإغاثة. كما حذر من أن النساء والأطفال سيكونون الأكثر تضرراً إذا لم تُوفَّر الموارد اللازمة.
وأكد مندوب إيران على ضرورة التعامل العملي والجاد مع إدارة طالبان لمعالجة الأزمة الإنسانية، مشدداً على أن المساعدات الإنسانية يجب ألا تتحول إلى أداة سياسية. ودعا إلى رفع العقوبات التي تعيق تحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان، مطالباً بالإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة حتى يتمكن الشعب من تلبية احتياجاته العاجلة.
واعتبر إيرواني أن القيود المفروضة على النساء والفتيات الأفغانيات تمثل انتهاكاً للكرامة الإنسانية وتتنافى مع المبادئ الإسلامية، مطالباً بإلغائها فوراً. وقال إن الحوار البنّاء يشكل أفضل وسيلة لتعزيز احترام حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والأقليات. تأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه إدارة طالبان تمنع معظم النساء من الوصول إلى التعليم والعمل، ما قوبل بانتقادات واسعة من المؤسسات الدولية.
ورأى أن تشكيل حكومة شاملة تعكس الإرادة الحقيقية للشعب الأفغاني هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومنع موجة جديدة من الهجرة، محذراً من أن استمرار احتكار طالبان للسلطة سيقود البلاد إلى عدم الاستقرار المزمن.
كما اعتبر إيرواني أن نشاط الجماعات الإرهابية في أفغانستان، وخصوصاً تنظيم داعش – فرع خراسان، يُعد تهديداً خطيراً لأمن المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز الرقابة والتعاون لمكافحة هذه الجماعات. وأكد على ضرورة تحويل أفغانستان من ملاذ للإرهاب وتهريب المخدرات إلى بلد آمن ومستقل.
وتطرق إلى المخاوف الأمنية في الحدود المشتركة لأفغانستان مع جيرانها، مؤكداً مسؤولية طالبان في منع الجماعات المسلحة من العمل من داخل الأراضي الأفغانية. وقال إن أمن الحدود بين البلدين مترابط بشكل لا يمكن فصله، وإن أي زعزعة في أفغانستان تؤثر بشكل مباشر على أمن إيران وباكستان.
وأعلن عن استعداد طهران للتوسط بين كابل وإسلام آباد وتنظيم اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية بهدف خفض التوترات. وأضاف أن استقرار أفغانستان يُعد أمراً ملحّاً بالنسبة لإيران بسبب استضافتها لملايين المهاجرين الأفغان، معتبراً أن الحوار مع طالبان أصبح ضرورة استراتيجية من الناحية العملية.
وفي ختام كلمته، أشار إيرواني إلى أهمية ميناء تشابهار واصفاً إياه بأنه مسار حيوي لوصول أفغانستان إلى المياه المفتوحة ونقل المساعدات الأساسية. كما حذر من أن العقوبات الأحادية تُلحق الضرر بالاستقرار الاقتصادي والإنساني لأفغانستان، وأعرب عن استعداد بلاده لاستخدام إمكانيات تشابهار لدعم إعادة الإعمار الاقتصادي في أفغانستان.




