اقتراح تسجيل المنمنمات البهزادية باسم أفغانستان يثير رد فعل إيران
أثار اقتراح قدمته إدارة طالبان لتسجيل «المنمنمات البهزادية» باسم أفغانستان في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، ردود فعل من قبل المسؤولين الإيرانيين، الذين شددوا على أن التراث الثقافي في المنطقة مشترك ويجب أن يكون موضع حوار واتفاق بين الدول المعنية.
وقال عليرضا أيزدي، المدير العام لتسجيل الآثار التاريخية وصون وإحياء التراث المعنوي والطبيعي في إيران، إن اليونسكو لا تعترف بمفهوم «الملكية المطلقة» للتراث الثقافي، وأن العناصر الثقافية مثل المنمنمات تعكس حضارات مشتركة نشأت في جغرافيا تاريخية واسعة تضم إيران وأفغانستان وطاجيكستان.
وأضاف أيزدي أنه على الرغم من تسجيل فن الرسم الإيراني سابقًا باسم إيران لدى اليونسكو، فإنه إذا رغبت أفغانستان في تسجيل نوع من هذا الفن باسم «مدرسة بهزاد» أو «مدرسة هرات»، فعليها إجراء حوار مع إيران والحصول على موافقة رسمية. وأشار إلى أنه في حالات مشابهة، مثل آلة «الرباب»، تم التوصل إلى اتفاق بين إيران وأفغانستان وتم تفضيل التسجيل المشترك.
وأكد كذلك أن تسجيل التراث الثقافي يجب أن يتم من خلال حوارات متعددة الأطراف وبعيدًا عن التوتر، لأن هذه القضايا يُمكن أن تُستخدم كوسيلة للتقارب الثقافي والاجتماعي بين دول المنطقة بدلاً من أن تكون محل خلاف. ولفت أيزدي إلى أن اليونسكو تشترط تقديم وثائق دقيقة تُثبت الأصل والمصدر لكل عنصر تراثي عند البت في ملفات التسجيل.
ويُثير تقديم مثل هذا الاقتراح دوليًا في ظل سيطرة طالبان على أفغانستان تساؤلات عدة، من بينها شرعية التمثيل الثقافي، والقدرات البحثية، والقدرة على تقديم مستندات معتبرة. وقد أعلنت الأوساط الثقافية في أفغانستان مرارًا أن حركة طالبان لا تحمي التراث الثقافي، بل تُسهم بسياساتها وتقييداتها الواسعة في تآكله التدريجي.
هذا ولا يزال ملف تسجيل المنمنمات قيد الدراسة من قبل اليونسكو. وبالنظر إلى الحساسية القائمة والروابط التاريخية والثقافية العميقة بين دول المنطقة، من المتوقع أن تتم عمليات تسجيل التراث ضمن إطار الاتفاقات الدولية وبما يحترم متبادل بين الشعوب.
