إيران: أكثر من مليون ونصف مهاجر أفغاني عادوا إلى بلادهم هذا العام

أعلن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، أن أكثر من مليون وخمسمئة ألف مهاجر أفغاني عادوا إلى بلادهم خلال العام الشمسي الجاري، مشيراً إلى أن هذه العودة تأتي في وقت تعتبر فيه منظمات دولية أن الجزء الأكبر منها تم بشكل قسري.
وادعى مؤمني أن نحو 70% من هذه العودة كانت “طوعية”، مضيفاً أن آثارها باتت واضحة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والأمن داخل إيران. واصفاً هذه العملية بأنها “خطوة كبيرة”.
وخلال اجتماع “مجلس السياسات والتنسيق لشؤون الأجانب” الذي عُقد يوم الأربعاء، شدد مؤمني على أن قدرة إيران على استيعاب مزيد من المهاجرين محدودة، مشيراً إلى أنه رغم الروابط التاريخية بين إيران وأفغانستان، إلا أن البلاد لا تملك القدرة على استضافة أعداد أكبر من المهاجرين.
كما أشار الوزير إلى خطة جديدة تهدف إلى إصدار تأشيرات عمل لفئة من المهاجرين الأجانب العاملين في وظائف محددة، وفقاً لتعريف وزارة العمل الإيرانية. وأوضح أنه طالما أن هؤلاء العاملين لا يتسببون بعرقلة الإنتاج أو لا ينافسون العمال الإيرانيين، فسيتم إصدار تأشيرات العمل لهم بصورة منظمة، بحيث يتم تحديد حجم القوى العاملة ويُتاح لكل صاحب عمل توظيف عدد العمال الذين يحتاجهم.
رغم ذلك، أكد مؤمني أن خطة إعادة المهاجرين الأفغان من إيران ستستمر بشكل جدي، رغم أنه سيتم إعادة النظر في بعض جوانبها. وادعى أن استطلاعات الرأي تُظهر أن غالبية الإيرانيين يؤيدون هذه الخطة.
في المقابل، تشير تقارير رسمية إلى أن السلطات الإيرانية تقوم يومياً بترحيل نحو 300 مهاجر أفغاني – بينهم نساء وأطفال ومسنون – بشكل قسري عبر الحدود، وهو عدد كان قد وصل في الأشهر الماضية إلى الآلاف يومياً.
وقد أثارت عمليات الترحيل القسرية هذه ردود فعل غاضبة من قبل منظمات دولية ومدافعين عن حقوق الإنسان. ورغم الانتقادات الواسعة، لا تزال السلطات الإيرانية متمسكة بمواصلة هذا النهج.
وتأتي حالات الترحيل القسرية هذه في ظل ظروف صعبة تمر بها أفغانستان، خاصة بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم، حيث تواجه البلاد أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متعددة، وقد وصفت العديد من المنظمات الدولية هذا النهج الإيراني بأنه غير إنساني وينتهك تعهدات إيران الدولية تجاه اللاجئين.




