إيران تعلن وجود 4.4 ملايين مهاجر أفغاني وتخطط لترحيل مليونيْن آخرين

أعلنت وزارة الداخلية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن عدد المهاجرين الأفغان المقيمين في البلاد يبلغ نحو 4 ملايين و400 ألف شخص، وفقاً لإحصاءات رسمية.
وأكد وزير الداخلية الإيراني، إسکندر مؤمني، أن عدد المهاجرين الأفغان في بلاده يقترب من ستة ملايين، مشيراً إلى أنه تم ترحيل ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص منهم في الأشهر الأخيرة، وأضاف أن وزارته تخطط لترحيل نحو مليوني مهاجر أفغاني إضافي حتى نهاية السنة الشمسية الجارية.
يأتي نشر هذه الأرقام في وقت تزايدت فيه عمليات الترحيل القسري للمهاجرين من قبل السلطات الإيرانية خلال الأشهر الماضية، مما أثار انتقادات واسعة. وتواجه العديد من العائلات المُرحّلة داخل أفغانستان مشاكل اقتصادية حادة، ومخاطر انعدام السكن والأمن، دون أن تظهر لدى إدارة طالبان خطة ملموسة لدعم هذه الفئة الضعيفة.
من جانبه، صرّح محمد سراواني، نائب رئيس مركز شؤون الأجانب بوزارة الداخلية الإيرانية، في اجتماع حديث، أن المعايير الدولية تشير إلى أن نسبة الأجانب يجب ألا تتجاوز 3% من سكان أي دولة. وأكد أن التوزيع الواسع للمهاجرين الأفغان في ما لا يقل عن 15 مدينة إيرانية يتطلب تخطيطاً منسقاً وإدارة دقيقة.
كما أشار سراواني إلى أن التغير المستمر في بيانات الهوية الخاصة بالمهاجرين يُعد تحدياً أساسياً، مشدداً على ضرورة إنشاء نظام معلوماتي قابل للتتبع في مجالات التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، والأمن.
وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول الإحصاء السكاني في مركز الإحصاء الإيراني بأن محافظات طهران وخراسان رضوي وأصفهان تستضيف 60% من الأجانب الموجودين على الأراضي الإيرانية، مضيفاً أن عدد المهاجرين الذكور يفوق الإناث. ورغم هذه الأوضاع المقلقة، لم يتم التطرق إلى أوضاع حقوق الإنسان أو توفير الحماية القانونية لهؤلاء المهاجرين.
وفي ظل الضغوط المتزايدة والمستقبل الغامض الذي يواجه المهاجرين الأفغان في إيران، يظل موقف إدارة طالبان صامتاً وغير فعّال تجاه مصير هذه الكتلة السكانية الكبيرة. وقد دعت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي مراراً إلى احترام حقوق اللاجئين، إلا أن السياسات الإيرانية المستمرة تجاه المهاجرين الأفغان لا تتماشى مع هذه الالتزامات الدولية.




