ألمانيا تعرض مبالغ مالية على اللاجئين الأفغان في باكستان مقابل عودتهم إلى وطنهم

أطلقت وزارة الداخلية الألمانية مبادرة جديدة تعرض من خلالها مبالغ نقدية على اللاجئين الأفغان المقيمين في باكستان كحافز للعودة إلى بلادهم. وبحسب ما أفادت به صحيفة «فيلت»، فإن هذا العرض يأتي كجزء من برنامج يُعرف باسم «العودة الطوعية»، الذي يهدف إلى الحد من تدفق المزيد من المهاجرين إلى ألمانيا.

وبموجب هذا التقرير، تلقى المواطنون الأفغان الذين تم قبولهم مؤقتاً في باكستان ضمن خطة إعادة التوطين، رسائل من مكتب الهجرة الألماني تقترح عليهم مكافأة أولية قدرها 10 آلاف يورو في حال تخليهم عن الهجرة والعودة إلى أفغانستان.

كما يتضمن العرض مبلغاً إضافياً قدره 2500 يورو لتسهيل عملية خروجهم من باكستان. وفي حالة خاصة، وُعدت عائلة من أربعة أفراد بدفع 2750 يورو فورياً و11500 يورو بعد العودة إلى أفغانستان.

وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في تصريح لشبكة «تاغسشاو» صحة هذه الإجراءات، مشيراً إلى أن الهدف منها هو مساعدة الأشخاص الذين لا يملكون فرصة للقبول في ألمانيا، وفتح آفاق واقعية أمامهم لاتخاذ قرار بشأن مستقبلهم.

ورغم ذلك، أثارت هذه السياسة ردود فعل واسعة ومخاوف جدية بشأن أمن العائدين، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة تحت حكم طالبان، حيث تُعد الحياة في أفغانستان شديدة الخطورة والتقييد. ويُذكر أن نحو 2100 لاجئ أفغاني في باكستان لا يزالون ينتظرون نقلهم إلى ألمانيا، غير أن هذه الإجراءات الجديدة من قبل السلطات الألمانية قد تعقّد فرص هجرتهم.

ويرى منتقدو هذا النهج أن ألمانيا، بدلاً من معالجة جذور أزمة الهجرة، تقلل من مسؤولياتها الإنسانية إلى مبالغ مالية، ما يُعرّض حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً للخطر. ويؤكدون أن كثيراً من هؤلاء اللاجئين غادروا أفغانستان هرباً من تهديدات مباشرة من سلطات طالبان، لذا فإن إعادتهم تعتبر تجاهلاً للمخاطر الجدية التي تهدد حياتهم.