أهم الأخبارصحة

تصاعد أزمة مياه الشرب في منطقة شيندند بولاية هرات

تشهد منطقة شيندند في ولاية هرات تصاعداً حاداً في أزمة نقص مياه الشرب النظيفة، ما تحول إلى معضلة جدية تؤثر على آلاف السكان المحليين. فقد أدى الانخفاض الكبير في منسوب المياه الجوفية والجفاف المتكرر إلى تحديات كبيرة أمام وصول الأهالي إلى مياه صالحة للشرب.

وقال بسم الله عطائي، مدير هيئة المياه في شيندند، إن المقاطعات التابعة مثل زاوال، زيركوه، كوه زور وبشتكوه تعاني من شح شديد في المياه، مضيفاً أن بعض المناطق لم تعد تحوي أي مصدر متاح لمياه الشرب. وأشار إلى أن كثيرا من سكان زيركوه اضطروا إلى مغادرة منازلهم والنزوح نحو الأسواق المركزية بسبب انعدام المياه.

وأدى هذا الوضع إلى صعوبات بالغة للسكان في تأمين المياه. وذكر عليرضا رادمنش، أحد سكان المنطقة، أن العائلات مجبرة على قطع مسافات طويلة باستخدام العربات ذات الثلاث عجلات والعربات اليدوية وغيرها من الوسائل لجلب المياه في براميل وخزانات إلى منازلهم. وأكد محمد، أحد سكان شيندند الآخرين، أن المياه الجوفية في العديد من المناطق مالحة، ولا يمكن الحصول على مياه عذبة إلا من خلال حفر آبار عميقة.

من جهته، أعرب خدایداد، أحد سكان زيركوه، عن قلقه الشديد قائلاً إن منسوب المياه الجوفية انخفض بشكل حاد، ما اضطر السكان إلى حفر آبار بعمق يتراوح بين 60 و80 متراً لتوفير كميات ضئيلة جداً من المياه.

وفي ظل هذا الوضع الصعب، اقتصرت الاستجابة على بعض المبادرات المحدودة من الجهات الدولية. فقد تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تخفيف الضغط جزئياً عن السكان عبر إنشاء شبكة مياه في مركز شيندند، حيث وفرت مياه شرب نظيفة لما يقارب أربعة آلاف شخص. وأكد عزيز أحمد إسماعيلي، ممثل اللجنة في هرات، أن نحو ألفي عائلة استفادت من هذه الخطوة.

وتُعد شيندند والمقاطعات التابعة لها من أكبر وأكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في ولاية هرات، وتقول إدارة طالبان إن عدد سكانها يتجاوز المليون نسمة. ومع ذلك، لم تقدم السلطات أي خطة شاملة أو واضحة لمواجهة أزمة نقص المياه المتفاقمة، ما زاد من مخاوف السكان وتركهم في مواجهة التحديات البيئية والصحية دون حماية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى