منظمة الأغذية والزراعة تحذر من إرث زلزال شرق أفغانستان الكارثي على الزراعة والأمن الغذائي

ضرب زلزال بقوة ست درجات على مقياس ريختر فجر اليوم ولايتي كونر وننجرهار شرق أفغانستان، مما أسفر عن أضرار واسعة في الأراضي الزراعية، وقطاعات الثروة الحيوانية، والبنى التحتية الريفية. وحسب بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، فإن ما يقرب من نصف مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة جراء هذا الحدث.
القرى المنعزلة وسكانها الضعفاء
تسببت الهزات الارتدادية المتكررة في حدوث انزلاقات أرضية وإغلاق الطرق، مما حاصر عددًا كبيرًا من العائلات في المناطق النائية. وحدثت هذه الكارثة في ظل مواجهة أفغانستان لجفاف متواصل أربع سنوات متتالية وهطول أمطار أقل من المعدل الطبيعي. كما أدت الفيضانات والأمطار الغزيرة في الولايات الشرقية إلى تدمير الأراضي الزراعية وإعاقة حياة السكان الريفيين.
تقييم جديد لمنظمة الأغذية والزراعة
أجرت بعثة منظمة الأغذية والزراعة (FAO) في أفغانستان بعد الزلزال مسحًا ميدانيًا في خمس مناطق: تشابه دره، نرجل وسوهيكي في كونر، دره نور في ننجرهار، وويجل في نورستان. ويشمل هذا التقييم 53 قرية، ويظهر أن حوالي 173 ألف شخص في هذه المناطق تأثروا بشكل مباشر.
دمار الأراضي الزراعية
في وقت الزلزال كانت مزارع الذرة على وشك الحصاد. تعرضت العديد من الأراضي وقنوات الري للتدمير، مما تسبب في خسارة كبيرة للمحاصيل الزراعية لدى الفلاحين. ونظرًا لصغر حجم الأراضي التي تقل عادة عن نصف هكتار، فإن حتى الأضرار البسيطة تعني فقدان الدخل الكامل للأسر.
انهيار أنظمة الري
تعرّضت قنوات الري لأكبر الأضرار في منطقتي نرجل وسوهيكي، حيث أدى انهيار البنى التحتية إلى تقليل فرص الحصول على المياه وتعطيل الأراضي الخصبة. ويعد إعادة بناء هذه القنوات أولوية ملحة للسكان.
خسائر فادحة في الثروة الحيوانية
تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة إلى نفوق 30 رأسًا أو أكثر من الأبقار في أكثر من نصف القرى التي شملها التقييم. إذ تمثل الثروة الحيوانية مصدرًا حيويًا للحليب ومنتجاته والقوة العاملة الزراعية للعديد من العائلات، ويشكل فقدانها تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي.
ركود الأسواق وإغلاق الطرق
قبل الزلزال، كان المزارعون ينقلون محاصيلهم إلى أسواق جلال آباد، خوست، بيشاور وكابول. لكن الآن، أدت الطرق المسدودة إلى شلل الحركة والتجارة المحلية. ويعاني سكان المناطق الواقعة بعيدًا عن نهر كونر من صعوبات كبيرة في بيع منتجاتهم أو شراء البذور والأسمدة.
احتياجات عاجلة للسكان الريفيين
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، فإن إعادة بناء قنوات الري وتأمين الجرارات الزراعية من بين أهم الاحتياجات الحالية. كما تعتبر المساعدة في تسويق المنتجات ضرورية. وفي بعض المناطق الجبلية، تطالب العائلات بتوفير الأعلاف والملاجئ للماشية لحماية ما تبقى من قطعانها.
تحذير من أزمة معيشية
حذرت منظمة الأغذية والزراعة من أنه إذا لم يتم إعادة بناء البنى التحتية وتقديم المساعدات الزراعية في الوقت المناسب، سيواجه المتضررون دوامة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي. وأكدت المنظمة أن دعم إنتاج الذرة، وتأمين مياه الري، وتوفير أعلاف المواشي، وإعادة فتح طرق التسويق، يعد ضرورة لمنع انهيار سبل عيش القرى.