الصين تطالب طاجيكستان بضمان أمن مواطنيها بعد هجوم دامٍ

طالبت الصين السلطات الطاجيكية باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن رعاياها، وذلك عقب هجوم دموي استهدف مواطنين صينيين في جنوب غرب طاجيكستان. وفي أعقاب الحادث، أجرى السفير الصيني في دوشنبه، قوهو تشيجون، اتصالات مع كبار المسؤولين في الحكومة الطاجيكية، بينهم وزير الخارجية سراج الدين مهرالدين، والنائب الأول لرئيس لجنة الأمن القومي كمال زاده، حيث أعرب عن قلق بلاده.

وبحسب بيان صادر عن السفارة الصينية، فقد تركزت المحادثات على الأوضاع الأمنية المتعلقة بالشركات والمواطنين الصينيين في المناطق الحدودية بين طاجيكستان وأفغانستان. ويأتي ذلك في إثر هجوم الأسبوع الماضي، حيث هاجم مسلحون باستخدام أسلحة نارية وطائرة مسيّرة منشآت لشركة بناء صينية في ولاية ختلان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عمال صينيين.

وأعلنت حكومة طالبان أنها لا تتحمل مسؤولية مباشرة عن الهجوم، لكنها نسبت الحادث إلى جماعة تسعى لـ”زعزعة استقرار المنطقة”، وهو موقف غامض أثار ردود فعل سلبية. كما أعلنت عن استعدادها للتعاون مع طاجيكستان في التحقيقات، دون أن تقدم تفاصيل واضحة أو تحدد الفاعلين.

من جانبها، أدانت السلطات الطاجيكية الهجوم بشكل صريح، وأكدت أن العملية استهدفت معسكر موظفي شركة “شاهين إس إم” في نقطة حدودية بمنطقة استقلال، ضمن نطاق شمس الدين ختلان، الواقعة في جنوب غرب البلاد، على بُعد نحو 420 كيلومتراً من الحدود مع أفغانستان.

وقالت السلطات الطاجيكية إن جماعات إجرامية تنشط داخل الأراضي الأفغانية كانت وراء تنفيذ الهجوم، معتبرةً أن وجود هذه الجماعات يمثل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة. وتزايدت الضغوط على حكومة طالبان بعد الحادث، بوصفه أول هجوم عسكري مباشر ينطلق من الأراضي الأفغانية باتجاه طاجيكستان.

ورغم ادعاء حكومة طالبان سيطرتها الكاملة على الأوضاع الأمنية في جميع أنحاء أفغانستان، إلا أن حوادث كهذه تبرز ضعف إدارتها للحدود وعدم قدرتها على ضبط الجماعات المسلحة غير المسؤولة في المناطق الحدودية.

ويُشار إلى أن وفداً من كبار المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين من طاجيكستان زار كابل الشهر الماضي، وأجرى لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في حكومة طالبان، لقاءات تبدو الآن بلا جدوى في ظل هذه التطورات الأمنية.