تطعيم ما يقرب من 9 ملايين طفل ضد الحصبة في المرحلة الأولى من الحملة الوطنية في أفغانستان

أعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بالتعاون مع البرنامج الوطني لتطوير التلقيح في أفغانستان وبدعم من التحالف العالمي للتلقيح، عن نجاح المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة. في هذه المرحلة، تم تطعيم حوالي 8.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وعشرة أعوام في 17 ولاية شتوية في البلاد.
تُعتبر الحصبة من الأمراض المعدية الخطيرة للغاية، وتُعد من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم، خصوصًا بين الأطفال. في دولة مثل أفغانستان التي تعاني من محدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية ويواجه العديد من أطفالها سوء التغذية، يمكن للحصبة أن تسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل التهاب الرئة والالتهاب الرئوي، والعمى، وحتى الوفاة.
تشير الإحصاءات إلى تسجيل أكثر من 9300 حالة حصبة في عام 2024، مع الإبلاغ عن 8500 حالة أخرى حتى شهر أغسطس 2025. كما ارتفع عدد تفشي المرض من 127 حالة في 2023 إلى 430 حالة في 2024، وكان حوالي 92 في المئة من المصابين من الأطفال دون سن العاشرة. وقبل بدء الحملة الوطنية، لم يتلق سوى 55 في المئة من الأطفال الجرعة الأولى من لقاح الحصبة، و44 في المئة فقط تمكنوا من الحصول على الجرعة الثانية، مما أوجد بيئة خصبة لانتشار المرض.
في حين تتحمل إدارة طالبان المسؤولية الأساسية عن تقديم الخدمات الصحية، فإن ضعف أدائها في تنفيذ برامج التلقيح وتوفير الوصول العادل إلى الخدمات الصحية كان من العوامل الرئيسية وراء تفشي الحصبة في السنوات الأخيرة. هذا التقصير لم يعرض حياة الأطفال في أفغانستان للخطر فقط، بل شكك أيضًا في مصداقية النظام الصحي في البلاد.
أكد ممثلو منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن المرحلة الأولى من هذه الحملة مثلت خطوة مهمة نحو حماية الأطفال، ولكن لضمان تغطية كاملة ومنع تكرار التفشيات، يجب تكثيف الجهود. وأشاروا إلى أنه طالما لم يتم تطعيم آخر طفل في أبعد القرى، فسيظل خطر الحصبة قائمًا.
تم تصميم الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة على مرحلتين بهدف تحقيق تغطية لا تقل عن 95 في المئة بين الأطفال من 6 أشهر إلى 10 سنوات، والعثور على الأطفال الذين فاتهم التطعيم في الحملات السابقة وتعزيز التلقيح الروتيني لضمان حماية دائمة.
مع انتهاء الجولة الأولى، يجري التنسيق بين المنظمات الدولية وإدارة الصحة العامة والجهات الصحية المحلية الأخرى للتحضير للمرحلة الثانية من الحملة، لضمان عدم حرمان أي طفل من الحصول على هذا اللقاح.




