زعيم طالبان يتلقى البيعة من العلماء خلال ندوة فقهية في قندهار
في ندوة فقهية استمرت يومين عُقدت في ولاية قندهار بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والعلماء المرتبطين بإدارة طالبان، ألقى زعيم الحركة كلمة دعا فيها إلى اصطفاف تام للمراكز والشخصيات الدينية مع سياساته.
عُقد هذا المؤتمر بدعوة من إدارة طالبان وحضره شخصيات بارزة من الهيئات الدينية الرسمية التابعة لها، لاسيما رؤساء المجالس الفقهية، دار الإفتاء المركزية، والمدارس الجهادية. وشارك زعيم طالبان بالنقاش، مؤكداً على الدور المحوري للعلماء المتحالفين مع طالبان في ترسيخ النظام الشرعي الذي تنشده الحركة، وأشاد بدورهم وقدّم لهم الدعم.
وخلال كلمته، وصف علم الفقه بأنه أرقى العلوم الدينية، واعتبر العلماء الفقهيين التابعين لطالبان “مختارين من قبل الله”. وشدد على ضرورة أن يلعب هؤلاء العلماء دوراً أكثر فاعلية في الترويج لأحكام وتعليمات إدارة طالبان بين أوساط المجتمع.
ورأى زعيم الحركة أن العمل ضمن المجالس الفقهية يُعدّ نوعاً من الجهاد في سبيل الله، وقال إن على العلماء أن ينسّقوا جهودهم مع برامج الشريعة التي تنتهجها الإدارة، داعياً إياهم إلى تجنب معارضة وجهات النظر الأخرى، لكنهم في الوقت ذاته مطالبون بالترويج للأحكام التي تصادق عليها طالبان، وتشجيع السكان على اتباع أوامرها.
وفي ختام الندوة، أُقيمت مراسم بيعة جماعية من العلماء لزعيم إدارة طالبان، حيث جدّد العلماء والمسؤولون المشاركون ولاءهم له، وتعهدوا بمواصلة دعم النظام الذي تسعى إليه الحركة.
ويأتي انعقاد هذه الندوة في وقت تتعرض فيه إدارة طالبان لاتهامات بتقويض دور المؤسسات الدينية المستقلة في البلاد، إذ يرى العديد من المراقبين أن المجالس الدينية التي تخضع لسيطرة الحركة تحوّلت إلى أدوات دعائية سياسية بدلاً من أن تكون مراجع مستقلة للأفكار الدينية.
واختتمت الندوة بدعاء ألقاه زعيم طالبان، لم يكن مجرد ختام رمزي للمؤتمر، بل عكس إصرار الجماعة على دمج الدين بالكامل في البنية السياسية والحكم في أفغانستان.
