اجتماع عالمي في البرلمان الكندي لإنهاء الفصل العنصري الجندري في أفغانستان

عُقد أمس في مبنى البرلمان الكندي بالعاصمة أوتاوا اجتماع دولي تحت عنوان «من كابل إلى أوتاوا: تضامن عالمي لإنهاء الفصل العنصري الجندري في أفغانستان»، بمبادرة من شبكة البحوث والمناصرة للنساء والأطفال، وبدعم عدد من أعضاء البرلمان الكندي، بهدف تسليط الضوء على الوضع الحرج للنساء تحت حكم طالبان في أفغانستان، وجذب اهتمام الهيئات العالمية والدبلوماسيين والمدافعين عن حقوق المرأة.
وحذر المشاركون في هذا الاجتماع من أن النساء والفتيات في أفغانستان يعشن حالياً في ظل واحدة من أكثر النظم تمييزاً جندرياً في العالم، وهي قيود يعتبرها العديد من خبراء حقوق الإنسان مثالاً واضحاً على “الفصل العنصري الجندري”. الهدف الأساسي من اللقاء كان بناء إجماع عالمي للاعتراف الرسمي بوجود هذا النوع من التمييز وتعزيز آليات المساءلة الدولية.
في مستهل الجلسة، شدد النائب علي إحساسي على التزام الحكومة والبرلمان الكندي بدعم نساء أفغانستان. ثم دعت زرقاء يُفتَلي، مديرة شبكة البحوث والمناصرة للنساء والأطفال، المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة التمييز المنهجي ضد النساء في أفغانستان، مع التأكيد على استمرار التضامن العالمي.
وفي جزء آخر من البرنامج، قدّمت روبينا همدرد نتائج جديدة أعدتها الشبكة، تُظهر أن سياسات إدارة طالبان أدت إلى توسيع حرمان النساء من التعليم، وزيادة معدلات البطالة على نطاق واسع، وتهميشهن من المجالين السياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى تفاقم العنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما سلّمت حُميراء ثاقب رسالة موقعة من أكثر من ألف امرأة أفغانية إلى رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، تطالب فيها الحكومة الكندية بتولي القيادة العالمية في تجريم الفصل العنصري الجندري والمتابعة الرسمية لهذا الملف على مستوى الأمم المتحدة. كما أكّدت الرسالة أن كندا ينبغي أن تكون رائدة في الدفاع عن حقوق النساء الأفغانيات والعدالة الدولية.
من جهتهما، شددت السيناتورتان الكنديتان، مريللو مكفدران وريبيكا بيترسون، على ضرورة مشاركة المرأة بشكل ملموس في عمليات صنع القرار المتعلقة بمستقبل أفغانستان، وضمان حمايتهن. وأعربت سلمى عطاالله جان عن رفضها لاستبعاد النساء المتواصل من النقاشات السياسية، ودعت إلى تعزيز التضامن العالمي.
وأبدى حسن سروش، سفير الحكومة الأفغانية السابقة لدى كندا، قلقه من تفاقم الأزمة الحقوقية في أفغانستان، مطالباً بتحميل المسؤولية الدولية عن انتهاكات حقوق النساء.
وفي جلسة جانبية بعنوان «المساءلة وتجريم الفصل العنصري الجندري»، شارك كل من ديفيد سبراول، مريم منصف، جيسو ياري، كلوديا فلوريس، ريتشارد بينيت وفرشته كريمي، حيث أكدوا على الطابع المؤسسي لقمع النساء من قبل طالبان، وفشل الأنظمة القانونية الحالية في مواجهته. كما دعوا إلى الاعتراف الرسمي بهذا النمط من التمييز.
وفي جلسة فرعية أخرى بعنوان «تعزيز المناصرة لإعطاء أولوية لحقوق نساء أفغانستان»، دعا خبراء مثل كريمة بنون، هيذر بار، وذبيح الله جواد من ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، العالم إلى إشراك النساء الأفغانيات في عمليات صنع القرار، والاعتراف بعملية تدمير ممنهجة لفرصهن من قبل طالبان كدليل واضح على الفصل العنصري الجندري.
وفي ختام الاجتماع، اعتبرت ستوده فروتن هذا اللقاء بداية فصل جديد من الجهود العالمية للاعتراف بالفصل العنصري الجندري. كما منحت شبكة البحوث والمناصرة للنساء والأطفال «جائزة دعم نساء أفغانستان» لعدد من المدافعين عن حقوق المرأة والداعمين الدوليين، وأعلنت أنه سيتم تقديم هذه الجائزة سنوياً خلال الحملة العالمية لـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة.




