تقرير أمريكي: الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في أفغانستان يهدد الصحة العامة

أعلن المختبر الوطني الطبي في الولايات المتحدة في تقرير حديث أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية من قِبل المرضى في أفغانستان بلغ مستوىً مقلقًا، حيث بات هذا التحدي يهدد الصحة العامة بشكل جدي، على غرار الحرب والأزمات الاقتصادية، لكنه لا يحظى بالاهتمام الكافي.

ووفقًا للتقرير، فإن معدل وصف المضادات الحيوية في القطاعين الصحي الحكومي والخاص في أفغانستان يتجاوز المعايير الدولية بشكل ملحوظ. ففي مستشفيات جامعة كابل الطبية، تلقى أكثر من 85% من المرضى المنوّمين مضادات حيوية، رغم أن تشخيص أمراضهم لم يكن مؤكدًا في كثير من الحالات.

وتُظهر نتائج التقرير أيضًا أن استهلاك المضادات الحيوية في أحد المراكز الصحية بأحياء كابل خلال فصل الصيف كان أعلى منه في الشتاء، وكانت الأدوية الأكثر استخدامًا هي سيفترياكسون وميترونيدازول وأموكسيسيلين.

وأكد التقرير أن استخدام المضادات الحيوية في أفغانستان تجاوز البعد الطبي ليصبح جزءًا من الثقافة المجتمعية؛ إذ يعتبرها كثير من المواطنين أدوية «لتنظيف الجسم»، كما أن العلاج الذاتي بها شائع على نطاق واسع، حتى في الحالات التي لا تتطلب استخدامًا طبيًا، مثل الإجراءات في طب الأسنان.

وأشار التقرير إلى أن تدمير البنى التحتية الصحية نتيجة عقود من الحرب أضعف القدرة التشخيصية للنظام الصحي في البلاد، مما ساهم في زيادة الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية. كما اعتُبرت المعتقدات الثقافية الخاطئة، وسلاسل التوريد غير المُراقبة، ونشاط غير المختصين في الصيدليات من العوامل التي تُفاقم هذه الأزمة.

وحذّر المختبر الوطني الطبي الأمريكي من أن تجاهل هذا الاتجاه قد يُعرض الإنجازات التي تحققت في قطاع الصحة الأفغاني خلال السنوات الماضية للخطر.

وفي ختام التقرير، تم اقتراح عدد من التوصيات مثل تعزيز برامج الرقابة على استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات التعليمية الكبرى، وتنظيم عملية ترخيص الصيدليات في الولايات، ومنع بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية، إلى جانب إنشاء منصات صحية متنقلة تتيح للأطباء في المناطق النائية الوصول إلى الإرشادات العلاجية المعيارية وتسجيل أنماط استخدام المضادات الحيوية.