أمن وحوادثأهم الأخبارالخبر الرئيسي

منظمة الصحة العالمية: زلزال شمال أفغانستان خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة

كشف تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية عن الأضرار الواسعة التي خلّفها الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، وضرب في الساعات الأولى من فجر الثالث من نوفمبر 2025 الولايات الشمالية لأفغانستان. وحدد مركز الزلزال قرب مدينة مزار شريف، حيث تضررت ولايتا بلخ وسمنغان أكثر من غيرهما، في حين تأثرت ولايات شمالية أخرى مثل بَغلان، جوزجان، سَروُل، وكُندُز.

ووفقاً للتقرير، فقد لقي ما لا يقل عن 26 شخصاً مصرعهم، بينهم 18 رجلاً و8 نساء، فيما أُصيب 1,144 شخصاً. وسُجلت أعلى نسب الضحايا في ولاية بلخ بمقتل 12 شخصاً وإصابة 635 آخرين، وسمنغان بـ13 قتيلاً و418 جريحاً. كما تهدّم حوالي 430 منزلاً، منها 279 منزلاً في مديرية خُلم بولاية سمنغان، و151 منزلاً في قرية قوش‌محله التابعة لمديرية فيروزنقشر.

وقد تضررت عدة مراكز صحية نتيجة هذا الزلزال، من بينها العيادة الأولية في بلقلي بسمنغان التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تدمير معدات أساسية بانهيار القسم المخبري بمستشفى سمنغان الإقليمي. كما تضررت عيادة حيطان في ولاية بلخ.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فرقها استجابت خلال أقل من ساعة من وقوع الزلزال، حيث تم إرسال حزم طبية عاجلة لعلاج المصابين، تضمنت أربع مجموعات جراحية طارئة (TESK) ومجموعة صحية دولية واحدة (IEHK)، قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية لنحو 10,000 شخص على مدى ثلاثة أشهر.

وقد تم توزيع هذه المجموعات على مستشفيات بلخ وخُلم وسمنغان، كما نُقلت خمسة أطنان أخرى من المعدات الطبية من كابول إلى مخزن الطوارئ في مزار شريف تحسباً لهزات ارتدادية أو أوضاع حرجة جديدة. وتشارك 12 فرقة صحية رقابية، كانت متمركزة سابقاً في الولايات الشمالية، حالياً في مراقبة الأمراض المعدية.

وبجانب هذه الإجراءات، أُرسلت ست سيارات إسعاف من بلخ إلى المناطق المتضررة، بينما تعمل فرق طبية على تقديم الرعاية اللازمة للمصابين في مستشفيات بلخ، سمنغان وخُلم. إلا أن حكومة طالبان لم تقدم حتى الآن خطة شاملة لإدارة الأزمة، ويؤثر غياب قيادة مسؤولة على جهود الإغاثة بشكل كبير.

وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى تحديات أخرى مثل الانهيارات الأرضية في مديرية خُلم التي تسببت في إغلاق الطريق السريع بلخ-كابول، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في المناطق المتضررة. كما تسبب الازدحام داخل مستشفى خُلم ونقص الموارد الطبية في تعطيل تقديم الخدمات.

وفي ما يتعلق بالاحتياجات العاجلة، دعت المنظمة إلى تعزيز قدرات المستشفيات، وتوفير المعدات والكوادر البشرية، كما شددت على أهمية استمرار تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي للنازحين في قوش‌محله وخُلم. وخلص التقرير إلى أن حكومة طالبان، التي تواجه تراجعًا في شرعيتها داخلياً ودوليًا منذ توليها السلطة، قد أظهرت عدم كفاءة في إدارة هذه الكارثة، وأوكلت مسؤولية إغاثة المتضررين إلى الهيئات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى