نساء أفغانستان المنكوبات بالزلزال بين أزمة نفسية وقيود طالبان

في شرق أفغانستان، وبعد مرور أشهر على الزلازل المدمرة، لم يعد الخطر الأكبر اهتزاز الأرض بل الانهيار في الخدمات النفسية والطبية الموجهة للنساء. منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن القيود المفروضة على أساس النوع الاجتماعي، إلى جانب ندرة الطبيبات وغياب مساحات آمنة في المخيمات، تعيق بشدة حصول النساء على رعاية أساسية وحيوية.
وبحسب تقرير حديث للمنظمة، فإن القيود التي تفرضها سلطات طالبان على حركة الموظفات وغياب المرافق المناسبة للنساء والفتيات في المراكز الصحية، تجعلهن عرضة لمخاطر متزايدة من العنف والحرمان من العلاج. ونتيجة لذلك، لا تصل العديد من النساء المتضررات حتى إلى أبسط خدمات الصحة النفسية أو رعاية الأمومة والطفولة.
فرق الدعم النفسي العاملة في ولايتي ننجرهار وكونر قدّمت حتى الآن 2168 جلسة استشارة، لكن هذا الرقم يُعد ضئيلاً أمام حجم المتضررين. ويرى الخبراء أن آثار الصدمات النفسية واضطرابات ما بعد الكارثة، إضافة إلى القلق والاكتئاب، قد تلازم المجتمعات لسنوات طويلة.
التقرير أشار أيضاً إلى تزايد الأمراض المعدية في المناطق المنكوبة؛ ففي كونر وحدها سُجّلت 8506 إصابة شملت التهابات تنفسية وإسهالاً حاداً وملاريا وحالات من كوفيد-19. ومع اقتراب فصل الشتاء، يزداد خطر تفشي أمراض الجهاز التنفسي وظهور أوبئة جديدة.
وعلى الصعيد اللوجستي، أُرسلت أكثر من 52 طناً من الأدوية والمعدات الطبية إلى أفغانستان، إلا أن توفير الموارد الكافية ما يزال تحدياً كبيراً. وتقدّر المنظمة أن الاستمرار في الاستجابة الطارئة يتطلب 6.9 ملايين دولار، لم يُغطَّ الجزء الأكبر منها بعد.
التقديرات تشير إلى أن نحو نصف مليون شخص يحتاجون لمساعدات عاجلة، بينهم نساء حوامل، مسنون وذوو إعاقات يعيشون أوضاعاً أكثر هشاشة. وبينما تتركز أنظار الإعلام على أعداد القتلى والمنازل المدمرة، فإن الأزمة الحقيقية تتفاقم بصمت في المخيمات والمراكز الصحية، حيث تكافح النساء والفتيات من أجل أبسط حقوقهن في العلاج والدعم النفسي.