منظمة أفغانية تنتقد قرار واشنطن بتعليق منح التأشيرات للأفغان

وجّهت منظمة “أفغان-آيوك”، المدافعة عن اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة، انتقادات شديدة لوزارة الخارجية الأميركية إثر قرارها بوقف إصدار تأشيرات دخول للمواطنين الأفغان. ووصفت المنظمة توقف برنامج التأشيرات الخاصة للهجرة (SIV) المفاجئ بأنه إجراء غير قانوني ويتعارض مع التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها.
وجاء في بيان صادر عن المنظمة، تعقيباً على إعلان صادر عن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، أن استخدام سلوك “شخص عنيف” كمبرر لهذا الحظر يشكل عقوبة جماعية غير عادلة لمجتمع بأكمله، وللجنود الأميركيين الذين تعاونوا مع هؤلاء أثناء الحرب في أفغانستان.
وأكدت المنظمة أن هذه السياسة تمثل انتهاكاً صريحاً للقوانين الفدرالية والأوامر القضائية، وتعبّر عن محاولات ممنهجة لزعزعة الالتزامات الأخلاقية التي قطعتها الولايات المتحدة تجاه من وقفوا إلى جانب قواتها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.
وأضافت المنظمة أن ماركو روبيو يعمل، على ما يبدو، بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاريه مثل ستيفن ميلر لإغلاق أبواب النجاة في وجه الأفغان.
أما شان فان ديفر، رئيس منظمة “أفغان-آيوك”، فقد صرح بأن هذا القرار المخطط له مسبقاً لا يأتي استجابة لفشل استخباراتي، بل يعاقب مجتمعاً كاملاً. وشدد على أن المسألة تتجاوز أن تكون شأناً داخلياً، وتمثل تجاهلاً متعمداً من جانب الولايات المتحدة للوعود التي قدمتها لحلفائها الأفغان خلال الحرب ضد طالبان.
وفي البيان ذاته، دعت المنظمة الكونغرس الأميركي إلى التدخل باستخدام صلاحياته القانونية لوقف هذا القرار، كما أشارت إلى استعداد المحامين لرفع دعاوى قضائية بهذا الصدد. وأكدت أنها، بالتنسيق مع العسكريين المتقاعدين والمدافعين عن المهاجرين في مختلف الولايات الأميركية، ستواصل الوقوف لحماية برنامج التأشيرات الخاصة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في وقت سابق تعليق إصدار التأشيرات بشكل فوري لحاملي جوازات السفر الأفغانية، مشيرة إلى أن القرار اتُخذ لضمان الأمن القومي وحماية الشعب الأميركي.
وعلّق ماركو روبيو على القرار بإعادة نشر البيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، قائلاً: “لا أولوية تعلو على حماية الشعب الأميركي”.
ويأتي هذا القرار بعد حادثة إطلاق نار نفذها رحمان الله لكنوال، وهو أفغاني نُقل إلى الولايات المتحدة عام 2021 ضمن عملية الإجلاء، حيث أطلق النار على جنديين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، بينهم الرئيس دونالد ترامب، الذي وصفها بأنها “عمل إرهابي”. ومع ذلك، حذر مراقبون من أن تحميل مجتمع اللاجئين الأفغان ككل مسؤولية فعل فردي يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والالتزامات الدولية.




