استقالة جماعية لموظفي القنصلية الأفغانية في بون بألمانيا

في تطور جديد، أعلن جميع موظفي القنصلية الأفغانية في مدينة بون الألمانية، بقيادة حامد ننگيالي كبيري، استقالتهم من مناصبهم. وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية رداً على قرار الحكومة الألمانية قبول اثنين من المعيّنين من قبل حركة طالبان كدبلوماسيين، على أن يباشر أحدهما عمله في هذه القنصلية الحساسة.
كبیري قال في رسالة مصوّرة إن القنصلية في بون، منذ أحداث أغسطس 2021، حافظت على استقلالها المهني وصانت أمانة الوثائق والمعلومات الشخصية للمواطنين الأفغان، مؤكداً أنها لم تُسلّمها أبداً لطالبان. وأضاف أن تسليم هذه التمثيلية لشخصيات مرتبطة بجماعة تفتقر للشرعية الداخلية والدولية، يعرّض أمن الوثائق والمعلومات الحساسة للشعب الأفغاني للخطر.
كما شدّد على أن قرار برلين لا ينسجم مع مبادئ حقوق الإنسان والقيم الدبلوماسية، موضحاً أن جميع أعضاء القنصلية رفضوا الاستمرار في عملهم ضمن هذه الظروف. واعتبر أن هذه الخطوة تمثل رفضاً واضحاً لشرعية طالبان واحتجاجاً على سياسات بعض الدول المتساهلة مع الحركة.
ووفقاً لكبیري، فقد تم تسليم جميع الممتلكات الرسمية، بما في ذلك التجهيزات والوسائل والوثائق وسائر الأصول العائدة لهذه القنصلية، إلى وزارة الخارجية الألمانية، وذلك استناداً إلى اتفاقيتي فيينا لعامي 1961 و1963، بهدف ضمان الحفاظ عليها بشكل آمن. ويعيد هذا الحدث تسليط الضوء على سؤال جوهري حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع جماعة منتهكة لحقوق الإنسان مثل طالبان.