الطاقة الشمسية تنير مئات المراكز الصحية وآلاف الأسر في أفغانستان

بينما تواجه أفغانستان أزمات إنسانية وبيئية متشابكة، أطلق برنامج ABADEI التابع للأمم المتحدة، بتمويل من اليابان، طفرة في استخدام الطاقة الشمسية داخل البلاد. ووفقًا للقائمين على البرنامج، تم حتى الآن تجهيز 334 مركزًا صحيًا في أنحاء أفغانستان بالكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، مما مكّن من استمرار عمل الأجهزة المنقذة للحياة.
كما وزّع المشروع ضمن خطته حزمًا من الطاقة الشمسية على ألفَي عائلة من الأسر الضعيفة، وتشمل هذه الحزم مصادر للإضاءة، ومعدات أمنية، وأجهزة للاتصال بشبكات الاتصالات. وقد تم تنفيذ هذه المبادرات في مناطق تعاني من انعدام أو محدودية حادة في الوصول إلى الكهرباء الحكومية.
ولا يقتصر المشروع على توفير الطاقة فحسب، بل يسهم أيضًا في التمكين الاقتصادي، خاصة بالنسبة للنساء الأفغانيات. ومن الأمثلة على ذلك مريم رسولي في مزار شريف، التي أصبحت تطريزاتها الملونة تجذب الزبائن، ومسعودة عثماني في كابول، التي وسّعت نشاطها في إنتاج الزينة المنزلية. ويبرهن نجاح هاتين السيدتين على كيف يمكن للوصول المستدام للطاقة أن يعزز نمو المشاريع الصغيرة، ويخلق فرص عمل في مجتمعاتهن.
ويمثل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة خيارًا اقتصاديًا واستراتيجيًا لحماية البيئة في أفغانستان. إذ أدى الاستخدام الواسع للألواح الشمسية إلى خفض الانبعاثات الملوّثة وتوفير التكاليف، وهي موارد يمكن إعادة توجيهها نحو إعادة الإعمار وتقديم الخدمات العامة.
وفي ظل فشل إدارة طالبان في احتواء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تمثل مبادرات مثل برنامج ABADEI نموذجًا ناجحًا لإعادة الإعمار القائمة على الطاقة النظيفة والتنمية الشاملة في أفغانستان. ومع ذلك، فإن هذه المكاسب تبقى مهددة في غياب الدعم الدولي والمراقبة الفعالة.




