منظمة الصحة العالمية تصدر تقريرًا جديدًا عن وضع عودة اللاجئين الأفغان وتحديات الرعاية الصحية

أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تفاصيل جديدة حول الوضع الصحي للمرتجعين الأفغان في الفترة من 16 إلى 30 سبتمبر 2025. وبحسب التقرير، فقد دخل أكثر من 73 ألف مهاجر أفغاني البلاد خلال هذه الفترة من إيران وباكستان، في حين تواجه تقديم الخدمات الصحية لهم تحديات متعددة.
من بين 73,560 مرتجعًا، تجاوزت نسبة الداخلين من إيران 60%، بينما شكل القادمون من باكستان 40% عبر خمسة معابر رسمية. وكانت نقطة الدخول الأكثر ازدحامًا هي معبر إسلام قلعة في هرات، حيث استقبل ما يقرب من نصف المرتجعين، في حين سجل معبر بهرام تشي في نیمروز أقل عدد من الداخلين. وتشير هذه الإحصائيات إلى انخفاض بنسبة 35% مقارنة بالأسبوعين السابقين.
استجابةً لموجة العودة هذه، تم تفعيل 9 مراكز صحية في شرق أفغانستان، خاصة في ننكرهار ومعبر طورخم. حيث تم تسجيل أكثر من 2,000 استشارة خارجية، وشُخّصت أمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي، الإسهال، سوء التغذية، ارتفاع ضغط الدم، والأمراض غير المعدية. كما استقبل مستشفى الطوارئ في طورخم أكثر من 4,200 مراجعة و188 إدخالاً للمستشفى.
في غرب البلاد، عقدت لجنة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة في إسلام قلعة اجتماعات لتعزيز التنسيق. وخلال الفترة نفسها، قُدم ما يقرب من 3,000 استشارة صحية، وتم علاج 450 حالة إصابة، كما تم تطعيم أكثر من 27 ألف طفل. ناقشت الاجتماعات قضايا هامة مثل الاستعداد لفصل الشتاء، الوقاية من الاستغلال الجنسي، ومكافحة شلل الأطفال.
في الجنوب (سبين بولدك، ميليك، وبهارام تشي) تم تشغيل ثمانية مراكز صحية وأُجريت أكثر من 13,926 استشارة. ومن بين الأمراض الشائعة التي تم الإبلاغ عنها التهابات الجهاز التنفسي، الإسهال، والإصابات الجسدية. قام فرق التحصين في المنطقة بتطعيم أكثر من 33 ألف طفل ضد شلل الأطفال.
وفرّرت المراكز الصحية في شمال شرق البلاد، في بدخشان، تخار، قندوز وبغلان، خدمات استشارية صحية لأكثر من 12,700 شخص. كما تم تحصين عدد من الأطفال في معبر شيرخان بندر.
في جنوب شرق (خوست ومعبر غلام خان)، قام المحصنون المدربون بتطعيم نحو 1,000 شخص. وتُعتبر هذه الخطوة ضمن الأهداف الأولى لمنع انتشار شلل الأطفال في طرق عبور المهاجرين.
تمت متابعة ورصد الحالة الصحية للمرتجعين في ثلاث مناطق: الغرب، الشرق، والجنوب، حيث خضع أكثر من 32 ألف شخص للفحص. ومن بين هؤلاء، تم التعرف على حوالي 700 حالة مشتبه بإصابتها بأمراض مثل كوفيد-19، الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي.
يؤكد التقرير على أن غياب الموارد المالية المستدامة، نقص مرافق الحجر الصحي، والاحتياج المتزايد لخدمات الدعم النفسي في المعابر الحدودية، تمثل أبرز الثغرات في الاستجابة الصحية لعودة المرتجعين. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى توسيع الخدمات الصحية وتعزيز التنسيق بين المؤسسات لمواجهة هذه الأزمة.
يأتي هذا التقرير في وقت تسببت فيه إدارة طالبان، بسبب إهمالها المنهجي لصحة السكان وتراجع الدعم للمؤسسات الإنسانية، في خلق ظروف لأزمات صحية أوسع. فقد أدى عدم الشفافية في الاستجابة، الإدارة غير الفعالة، والقيود المفروضة على عمل المنظمات الدولية، إلى تقليل القدرة على تقديم المساعدة الفعالة بشكل كبير.




