تكريم سعد محسني في منتدى الدوحة وجدال حول مشاركة ممثل طالبان

في النسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة الدولي الذي انطلق يوم السبت 15 ديسمبر في العاصمة القطرية، نال سعد محسني، رئيس مجموعة موبی، الجائزة الخاصة لهذا الحدث. وقد قُدمت له الجائزة من قبل أمير قطر تقديراً لما وصف بـ”دوره المؤثر في مجال التعليم في ظل الظروف الصعبة”.
في المقابل، أثارت مشاركة ممثل عن إدارة طالبان في المنتدى ردود فعل متباينة. وأكدت مصادر أن هذا الممثل سيلقي كلمة في إحدى الجلسات النقاشية خلال اليوم التالي؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة غير مباشرة لمنح الشرعية لطالبان عبر منابر دولية. وقد وُجهت الدعوة لطالبان رغم عدم تمتعهم بأي شرعية داخلية أو دولية أو بنية سياسية جامعة، وكذلك استمرارهم في قمع عمليات المشاركة السياسية.
وينعقد المنتدى هذا العام تحت شعار “العدالة في العمل؛ من الوعد إلى التقدم”، بمشاركة قادة دول ودبلوماسيين وشخصيات اقتصادية من أكثر من 150 دولة. وتركزت المناقشات في اليوم الأول على الأزمات العالمية مثل الحرب في أوكرانيا وأوضاع غزة، حيث دعا المشاركون إلى تحرك عملي من قبل الدول للتعامل مع هذه التحديات.
وفي كلمته، أشار بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، إلى محدودية الإنجازات في ميدان الصحة العالمية، مؤكداً أن الابتكارات، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، تعزز الآمال في إنتاج لقاحات جديدة لمكافحة أمراض خطيرة كملاريا والإيدز.
وفي جلسة بعنوان “الوساطة في عصر الانقسام”، تم التأكيد على دور الدوحة في حل الأزمات الإقليمية. وأشاد المسؤولون الحاضرون، ومن بينهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بجهود قطر في أفغانستان وغزة والسودان. وأوضح رئيس وزراء قطر أن بلاده تلعب دوراً إيجابياً في التطورات الإقليمية من خلال الدبلوماسية والاستثمار.
كما أشار إلى أن قطر، كدولة صغيرة، لا تستطيع استعراض القوة عسكرياً، لكنها تسعى عبر الدبلوماسية والتعاون الدولي إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة. ودعا وزير الخارجية الإسباني إلى وقف العنف ضد المدنيين في غزة، محذراً من أن الصمت تجاه هذه المآسي أمر غير مقبول.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، دعا ممثلو الدول إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة ورفض استخدام الحرب كأداة في السياسة الدولية. كما حذر وزير الخارجية التركي من أن الدول لا يمكنها تجاهل الأزمات المحيطة بها، ويجب عليها تحمل مسؤولياتها الإنسانية.
ورغم الجهود الدولية لتحقيق السلام والعدالة، فإن دعوة ممثل إدارة طالبان لهذا المنتدى لا تتعارض فقط مع المبادئ المعلنة للحدث، بل تزيد من المخاوف حول منح الشرعية لكيان قمعي ينتهك الحقوق الأساسية لمواطني أفغانستان.




