المبعوث الأممي ريتشارد بينيت يدعو لدعم دولي عاجل لأفغانستان

دعا ريتشارد بينيت، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في أفغانستان، إلى تقديم دعم دولي منتظم لهذا البلد، محذرًا من أن الأوضاع الحقوقية فيه تمر بأزمة حادة وقد تتدهور بشكل أكبر في حال غياب الدعم العالمي.
وجاءت تصريحات بينيت في ختام زيارته إلى الدوحة بين الأول والرابع من ديسمبر، حيث التقى بمسؤولين قطريين ونشطاء مجتمع مدني أفغان وممثلي هيئات دولية. وفي هذه اللقاءات، بحث الأزمة الحقوقية المتفاقمة في أفغانستان، مثنيًا على جهود قطر في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية والحد من الفقر، ومشيرًا إلى قدرة الدوحة على لعب دور مهم في التوصل إلى سلام شامل في البلاد.
وأوضح بينيت أن المسؤولين القطريين عبّروا عن قلقهم العميق إزاء القيود المشددة التي تفرضها سلطات طالبان، خاصة تجاه النساء والفتيات، مؤكدًا أن أي تواصل دولي مع طالبان يجب أن يُقرن بالتزام واضح بمبادئ حقوق الإنسان، وأن أصوات النساء وضحايا العنف يجب أن تُسمع في هذه الحوارات.
وبالتزامن مع حملة “16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، اعتبر بينيت أن أفغانستان تمثّل إحدى أبرز صور العنف البنيوي ضد النساء، حيث تُحرم النساء بشكل ممنهج ومنظم من حقوقهن الأساسية كالتعليم والعمل والعدالة والخدمات الصحية.
كما عبّر عن قلقه الشديد إزاء تقارير تفيد بوقوع أعمال عنف جديدة ضد النساء، من بينها وفاة مريبة لعروس شابة في كابل، مطالبًا بإجراء تحقيق عاجل وشفاف ومستقل في الحادثة.
وتطرق بينيت إلى تنفيذ حكم إعدام علني في ولاية خوست من قبل سلطات طالبان، حضره الآلاف من بينهم قاصرون، واصفًا الحدث بأنه “وحشي وغير إنساني ومهين”، وشدد على أن إشراك الأطفال في مثل هذه الوقائع أمر غير مقبول إطلاقًا.
كما أبدى قلقًا بالغًا إزاء عمليات الترحيل القسري للاجئين الأفغان من دول الجوار وبعض البلدان الأوروبية، مشيرًا إلى أن ملايين الأشخاص أُعيدوا إلى أفغانستان دون تجهيزات كافية ويواجهون مخاطر الاعتقال والبطالة والقيود الشديدة، لا سيما النساء.
ودعا بينيت الدول إلى الالتزام بمبدأ “عدم الإعادة القسرية” في القانون الدولي، وتجنب عمليات الترحيل الإجباري. كما لفت إلى أن تقليص برامج إعادة التوطين، خاصة قرار الولايات المتحدة التوقف عن استقبال اللاجئين الأفغان، يعرّض الأسر الضعيفة لمخاطر جسيمة.
وفي جزء من زيارته، اجتمع بينيت مع عدد من العائلات من أقلية الهزارة في ولاية غزني، الذين يخشون فقدان منازلهم بسبب قرارات قضائية، مؤكدًا ضرورة تمتعهم بحق المحاكمة العادلة والحصول على الخدمات القانونية.
وفي ختام تصريحاته، قال بينيت إن الأفغان الذين تحدّث إليهم يواصلون النضال من أجل الكرامة وحقوق الإنسان رغم التهديدات والمخاطر، وأكد أن على المجتمع الدولي واجب الوقوف إلى جانبهم وعدم التخلي عنهم.




