أهم الأخبارالخبر الثانويشؤون اجتماعية

تقرير أممي: انقطاع الإنترنت في أفغانستان شلّ مؤسسات نسوية وأدى إلى أضرار جسيمة

حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير جديد من أن انقطاع الاتصالات الشامل في أفغانستان بين 29 سبتمبر و1 أكتوبر 2025، أسفر عن آثار واسعة وعميقة على النساء والمجتمع المدني، وأدى بشكل خاص إلى شلل مؤسسات تركز على قضايا المرأة.

ووفقاً للتقرير، أدى الانقطاع الكامل للاتصالات الذي أعقب عدة اضطرابات متفرقة في الولايات، إلى توقف وصول ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد للمعلومات والخدمات والدعم الحيوي. وتوقفت خلال هذه الفترة الخدمات الإنسانية، ونظم التسجيل، وبرامج الإغاثة، والخدمات الصحية، والمصرفية، والتعليمية في مناطق متعددة من البلاد.

وأكد التقرير أن النساء تأثرن بشكل خاص بهذه الأزمة، إذ انقطعت صلتهن بشبكات الدعم النفسي والاجتماعي، وتعذر عليهن الإبلاغ عن حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما أن صعوبة التواصل مع المكاتب، وعدم القدرة على التنقل دون محرم، خفّض بشكل كبير من حركة النساء العاملات.

وتوقف نشاط عدد كبير من المؤسسات النسائية في المدن والأرياف، حيث تأخرت رواتب الموظفين، وتعطلت آليات التقرير وتم إلغاء البرامج الميدانية. كما حُرمت الفتيات المشاركات في التعليم الإلكتروني من مواصلة دراستهن، وهو ما يزيد من احتمال تعرضهن للزواج القسري والعزلة الاجتماعية.

وأشار التقرير إلى الأثر المدمر على وسائل الإعلام النسوية؛ إذ توقفت البرامج التلفزيونية والرقمية، واقتصرت البثوث على إذاعة بعض المواد المُسجلة. كما أن قطع الاتصال عن الشبكات الدولية زاد من التهديدات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وأغلق مسارات نقل التقارير والمسائل الحقوقية.

وأكد التقرير احتمال تكرار مثل هذه الانقطاعات، مبرزاً أن المنظمات المحلية، خصوصاً المعنية بشؤون النساء، لا تزال تفتقر إلى الإمكانيات والموارد الضرورية لمواصلة العمل في مثل هذه الظروف.

وقدمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة سلسلة من التوصيات الاستراتيجية، منها استخدام أنظمة غير متصلة بالإنترنت لطباعة وحفظ المعلومات المهمة، والاستفادة من خدمات الاتصال المستقلة مثل eSIM، وتشكيل شبكات اتصال شخصية، إلى جانب الاستثمار في خدمات الدعم النفسي والاجتماعي الحضورية.

وختم التقرير بالتأكيد أن قطع الاتصالات ليس مجرد قضية فنية، بل يمثل تهديداً لحرية النساء وصحتهن النفسية ومستقبلهن في أفغانستان. ونقلت الهيئة عن موظفة في وسيلة إعلام نسوية قولها: “بالنسبة للنساء، هذا الانقطاع هو نهاية الأمل والمعرفة؛ فالاتصال يعني القدرة على الحياة”.

وكانت حركة طالبان قد فرضت في الأشهر الأخيرة قيوداً واسعة النطاق على الإنترنت في البلاد، مستندة إلى فتوى فقهية، بهدف منع “الفساد والمفاسد الأخلاقية”، بحسب ما أعلنته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى