وزير الدفاع الباكستاني: لم نعد نثق بطالبان وأقصيناهم من حساباتنا

صرّح وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف، يوم الثلاثاء 25 نوفمبر، في مقابلة مع قناة “جيو نيوز” الباكستانية، بأن حكومة بلاده لم تعد تملك أي ثقة أو أمل في إدارة طالبان، مشدداً على أن باكستان قد أقصت فعلياً هذه الحركة من معادلاتها الاستراتيجية.
وأكد آصف أن طالبان لم تحقق أي إنجاز خلال العقدين الماضيين سوى الاستيلاء مجدداً على كابل، مضيفاً: “اليوم، نحن نتجاهلهم تماماً؛ لم يعد لدينا أي توقع إيجابي منهم”. وتُعد هذه التصريحات مؤشراً واضحاً على تصاعد التوتر وانعدام الثقة المتزايد بين إسلام آباد وطالبان.
وفي سياق حديثه، أشار وزير الدفاع الباكستاني إلى الغارات الجوية الأخيرة مدعياً أن الجيش الباكستاني لم يستهدف أياً من المدنيين الأفغان، وقال: “نحن قوة منظمة تلتزم المبادئ العسكرية، على العكس من طالبان التي لا تملك نظاماً سلوكياً ولا أعرافاً ولا حتى ديناً”.
وفي رد حاد على ادعاءات طالبان بشأن الانتقام بناءً على الشريعة، قال آصف: “أي شريعة يتبعون وهم يختبئون لسنوات في أراضي الجيران ثم يَسفكون الدماء؟ الشريعة التي يتحدثون عنها لا وجود لها إلا في أذهانهم ولا تمت بصلة لسنة النبي محمد”.
ووصف الوزير تهديدات طالبان بأنها لا تعدو كونها “مجرد خطابات”، محذراً من أن الوثوق بهذه الحركة سيكون خطأ استراتيجياً لا يمكن إصلاحه. وأضاف: “لا توجد حماقة أكبر من الاعتماد على وعود هذه الجماعة”.
وتطرق آصف في جزء آخر من المقابلة إلى الوضع التجاري في المنطقة، وقال إنه إذا قررت طالبان التعامل تجارياً مباشرًا مع الهند، فإن باكستان لن تتدخل: “في نهاية المطاف، ستصل هذه السلع إلى أسواقنا”.
كما شدد وزير الدفاع الباكستاني على دور دول المنطقة مثل تركيا وإيران وقطر كوسطاء للسلام، مشيراً إلى أن هذه الدول تستفيد من الاستقرار، وأن السلام سيخلق فرص عمل لكل من الشعب الأفغاني ودول الجوار.
واختتم آصف حديثه بتحذير من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى دفع أفغانستان نحو حافة الانهيار تحت حكم طالبان. وقال إنه إذا واصلت الحركة هذا النهج، فإن دول المنطقة ستضطر إلى التدخل، ما سيقود طالبان إلى عزلة تامة، وهو ما اعتبره “مقدمة حتمية للانهيار”.




