أمرالله صالح: باكستان أوصلت طالبان إلى كابل من خلال روايات مزيفة

قال أمرالله صالح، النائب السابق لرئيس جمهورية أفغانستان، إن الجنرال برويز مشرف، القائد السابق للجيش والحاكم الأسبق لباكستان، كان من الشخصيات الرئيسية في صياغة الاستراتيجية متعددة الأبعاد لإسلام آباد تجاه أفغانستان؛ وهي لعبة حصلت فيها باكستان على دعم مالي من الغرب، بينما في الوقت ذاته كانت تعزز طالبان وسائر الجماعات المتطرفة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية.
وبحسب صالح، فإن هناك عاملين رئيسيين جعلا الغرب يلتزم الصمت أمام هذه السياسة المزدوجة لباكستان: الأول أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كانت شريكة في إدارة القدرات النووية الباكستانية، ما أدى إلى التغاضي عن تصرفات أخرى لهذا البلد؛ والثاني، أنه بعد مقتل أسامة بن لادن، أقامت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) نوعاً من الهدنة غير المعلنة مع طالبان، الأمر الذي أدى إلى انخفاض خسائر القوات الأميركية في أفغانستان بعد عام 2014.
وانتقد صالح سياسات حلف الناتو في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن الناتو، وحتى في الأيام الأخيرة قبل سقوط الجمهورية، كان يمنع الحكومة الأفغانية الشرعية من الوصول إلى المعدات المتفجرة، في حين كانت طالبان تستخدم هذه الأدوات بلا عوائق لتوسيع هجماتها.
وأشار صالح إلى أن من أكثر الإجراءات نجاحًا التي اتبعتها باكستان هو خلق روايات مزيفة حول الوضع العرقي في أفغانستان؛ روايات ضخّمت من الخلافات العرقية ونشرت معلومات مضللة بشأن التكوين السكاني ودور فئات معينة في القوات الأمنية. وضرب مثالاً على ذلك بادعاء وجود 500 جنرال من بنجشير في الجيش، معتبرًا أن هذه المزاعم مختلقة ولا يمكن لأحد أن يسمي بعضًا منهم.
ولفت إلى أن باكستان، بدعم سخي من مصادر داخلية وخارجية، تمكنت في نهاية المطاف من إيصال طالبان إلى كابل. وأكّد صالح أن مناقشة سبب تدهور العلاقة التاريخية بين طالبان وباكستان تحتاج إلى تحليلات منفصلة.
وفي ختام تصريحه، أشار صالح بسخرية مرة إلى أن الأذى الذي ربما ألحقه شخصيًا بمشرف قد يكون من أسباب وفاته، معربًا عن ارتياحه لذلك.




