أهم الأخباردولي

تحذير مسؤولين إيرانيين من انخفاض غير مسبوق في منسوب مياه سد دوستی في مشهد

انخفض مستوى مخزون المياه في سد دوستی، الذي يُعد المصدر الرئيسي لتوفير مياه الشرب لمدينة مشهد، إلى أدنى مستوى له خلال العقدين الماضيين، مما يفتح الباب أمام أزمة مائية كبيرة تهدد هذه المدينة الكبرى.

وفي تصريح لوسائل إعلام إيرانية محلية يوم الإثنين، الموافق 26 عقرب، قال نصر الله پژمانفر، رئيس لجنة المادة 90 في البرلمان الإيراني، إن كمية المياه المخزنة حالياً في سد دوستی انخفضت إلى نحو 34 مليون متر مكعب، أي أقل من 3% من سعته التصميمية. وشدد على أن استمرار هذا الوضع دون تحرك عاجل، قد يعرّض مشهد لنقص حاد في المياه حتى خلال فصل الشتاء.

وبحسب تصريح هذا المسؤول الإيراني، فإن كمية الأمطار التي هطلت في محافظة خراسان رضوي خلال العام المائي الجاري لم تتجاوز 152 ميليمتراً، أي بانخفاض قدره 38% مقارنةً بالفترات الإحصائية السابقة. كما تعاني سدود أخرى قريبة من مشهد، مثل سد طُرق وكارده وأرداك، من أوضاع حرجة أيضاً، حيث لا يتجاوز المجموع الكلي لمخزون السدود الأربعة الرئيسية في المدينة 40 مليون متر مكعب، في حين أن قدرتها التخزينية المصممة تتجاوز ملياراً و290 مليون متر مكعب.

ودعا پژمانفر إلى إطلاق ما لا يقل عن 200 مليون متر مكعب من المياه من السدود الواقعة في أعالي نهر هریرود نحو سد دوستی. كما طلب من الحكومة الإيرانية تخصيص 45 ألف مليار ريال من صندوق الطوارئ لبدء تنفيذ مشاريع عاجلة لتأمين مياه الشرب في مشهد.

ويأتي هذا الطلب في وقت أفادت مصادر محلية في ولاية هرات بأن جزءاً من مياه سد سلما قد تم إطلاقه نحو المناطق السفلى قبل نحو أسبوعين، في خطوة قد تسهم في تعزيز تدفق نهر هریرود والتخفيف من أزمة نقص المياه في سد دوستی.

إلا أن خبراء داخل إيران أكدوا أن أزمة المياه في مشهد ليست مجرد مسألة فنية أو مناخية، بل تحوّلت إلى تحدٍّ دبلوماسي أيضاً، مشددين على أن الحل طويل الأمد لهذه الأزمة يتطلب تعاوناً واستدامة في إدارة الموارد المائية المشتركة بين إيران وأفغانستان، لاسيما نهر هریرود.

ومن جانبها، لم تعلن الإدارة التابعة لطالبان، التي تسيطر على سد سلما، حتى الآن عن موقف رسمي وواضح بشأن حقوق المياه الإيرانية من حوض هریرود. وقد أدى صمت وتجاهل هذه الإدارة للاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالمياه إلى تفاقم الأزمات، مثل الوضع الحالي لسد دوستی، مما يزيد من القلق لدى السكان على جانبي الحدود، وخاصة في ولاية هرات ومحافظة خراسان رضوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى