أهم الأخباردولي

باكستان تطالب طالبان بضمانات مكتوبة لوقف الهجمات عبر الحدود

ربطت الحكومة الباكستانية مساعيها لاستعادة الاستقرار في علاقاتها المتوترة مع طالبان بالحصول على ضمانات مكتوبة من الحركة. وقال وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، إن هذا التعهد يجب أن يحظى بدعم دول إقليمية مثل تركيا، السعودية، الإمارات، إيران، الصين وقطر، وينبغي على طالبان أن تقدم تأكيداً صريحاً بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان.

وفي مقابلة مع صحيفة “إكسبرس تريبيون” الباكستانية يوم السبت، 24 نوفمبر، صرّح آصف بأن ادعاءات طالبان بعدم استخدام أراضيها ضد باكستان لا تستند إلى أساس، مشيراً إلى أن لديهم أدلة تثبت العكس، خصوصاً بما يتعلق بالهجومين الأخيرين اللذين وقعا داخل الأراضي الباكستانية، واللذين أشارت جميع المؤشرات إلى أن مصدرهما هو أفغانستان. وأضاف أن هجوم وانه بشكل خاص لم تكن فيه أي مشاركة لعناصر باكستانية.

وأكد آصف، في إشارة إلى تكرار تحذيرات إسلام آباد لطالبان، على ضرورة تقديم ضمان رسمي بوقف جميع الأنشطة الإرهابية التي تُشن من داخل أفغانستان. وقال: “إذا كانت أراضيكم لا تُستخدم لتنفيذ الإرهاب، فقدموا ضماناً مكتوباً بعدم حدوث ذلك في المستقبل. هذا ليس مطلباً مجحفاً”.

ووصف وزير الدفاع الباكستاني الوضع في أفغانستان تحت حكم طالبان بأنه أزمة، مشيراً إلى انهيار المؤسسات الوطنية، وتدهور الاقتصاد، وانعدام أي بنية قضائية أو إدارية فعالة، ما جعل البلاد ملاذاً آمناً للشبكات المتطرفة، بما في ذلك المقاتلون الأجانب.

وذكر آصف بشكل خاص نشاط هذه الجماعات تحت مظلة “قندهار”، مضيفاً أن تلك الشبكات تغيّر أهدافها بين دول عدة مثل روسيا وباكستان، بحسب الظروف. وأكد أن الحدود الأفغانية الباكستانية لم تعد قابلة للإدارة بشكل غير رسمي، ودعا إلى تطبيق بروتوكولات الحدود بشكل كامل.

كما شدد على أن التعامل الاقتصادي مع أفغانستان لا يجب أن يأتي على حساب أمن باكستان، لافتاً إلى أن انخفاض التبادل التجاري بين البلدين يمكن أن يساعد في كبح تهريب السلع، بما في ذلك نقل الدولار بشكل غير قانوني. ورداً على تصريحات عبد الغني برادر، نائب إدارة طالبان، حول العلاقات التجارية، قال آصف إن تقييد العلاقات الاقتصادية قرار يصب في مصلحة باكستان.

وتصاعدت حدة خطاب إسلام آباد تجاه طالبان بعد التفجير الانتحاري الدامي في العاصمة الباكستانية الذي أودى بحياة 12 شخصاً. وقال وزير الدفاع إن انتقال العمليات القتالية من الحدود إلى العاصمة يمثل رسالة واضحة من كابل إلى إسلام آباد، وإن بلاده تملك القدرة الكاملة على الرد على ذلك.

وكانت ثلاث جولات من المحادثات بين المسؤولين الباكستانيين وطالبان قد عقدت في كل من قطر وتركيا دون الوصول إلى نتائج. وطالبت باكستان خلال هذه المفاوضات باتخاذ خطوات فعلية من قبل طالبان لكبح العنف ومنع استخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان، غير أن طالبان رفضت هذه المطالب واعتبرت أن انعدام الأمن داخل الأراضي الباكستانية مسألة داخلية.

وتشهد العلاقات بين إسلام آباد وطالبان تدهوراً شديداً، إذ ما تزال طرق الترانزيت والتبادل التجاري بين البلدين مغلقة منذ أكثر من شهر. وتتّهم باكستان حركة طالبان بإيواء حركة طالبان الباكستانية التي، وفقاً لإسلام آباد، تخطط لهجماتها انطلاقاً من الأراضي الأفغانية. لكن طالبان تنفي هذه الاتهامات وتصفها بأنها لا أساس لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى