الفاو وبرنامج الغذاء العالمي: أفغانستان من بين الدول الأكثر قلقاً من الجوع

حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي في أحدث تقاريرهما بشأن بؤر الجوع الحرجة من أن أفغانستان تواجه مستوى «مقلقاً للغاية» من انعدام الأمن الغذائي.
وذكر التقرير أن أفغانستان أُدرجت ضمن قائمة الدول التي تشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا والصومال وسوريا. وأضاف أن الجفاف في المناطق الشمالية والغربية من البلاد أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وحدّ من إمكانية الحصول على الأعلاف، كما تسببت الزلازل الأخيرة في الشرق بحرمان العديد من العائلات من الوصول إلى الغذاء.
وأشار التقرير إلى أن إجمالي 16 دولة تواجه تدهوراً في الأمن الغذائي، وقد يقترب الملايين من حافة المجاعة أو أزمة غذائية خطيرة. وإلى جانب أفغانستان، فإن من بين الدول المعرضة لـ«خطر وشيك من جوع كارثي» كل من هايتي ومالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان واليمن.
وفي 14 دولة مدرجة في هذه القائمة، تُعد النزاعات والعنف والأزمات الاقتصادية وتغير المناخ ونقص التمويل الكافي من العوامل الرئيسية لأزمة الغذاء. وقد حذّرت المنظمات الدولية من أن الوقت المتاح لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق يوشك على النفاد.
ويُعد النقص الحاد في التمويل أحد الأسباب الجوهرية لهذه الأزمة. فبحسب التقرير، من إجمالي 29 مليار دولار مطلوبة حتى نهاية أكتوبر 2025، لم يتم تأمين سوى 10.5 مليارات دولار، مما أدى إلى تراجع كبير في إيصال المساعدات. وقد حد هذا التراجع من توزيع الغذاء على اللاجئين والفئات الضعيفة بشكل كبير.
وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن البرامج الحيوية، ومنها التغذية في المدارس، توقفت في بعض الدول نتيجة نقص الموارد المالية، مما وضع الأطفال والعائلات النازحة واللاجئين في دائرة الخطر المتنامي.
وفي أفغانستان، فشلت إدارة طالبان عملياً في التعامل مع الأزمة المعيشية المتفاقمة، نتيجة تجاهلها للوضع الحرج وعدم قدرتها على إدارة أزمة الغذاء. وقد أدى القمع الداخلي وغياب التفاعل البناء مع المجتمع الدولي إلى تفاقم الأوضاع. وفي ظل هذه الظروف، يفاقم صمت وتراخي إدارة طالبان من معاناة السكان.
من جهتها، حذّرت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، من أن كارثة الجوع قابلة تماماً للتجنّب، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية، وتمويل فوري، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأكدت أن أي تأخير قد يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات، وازدياد الهجرة، واندلاع مزيد من النزاعات.
وفي ختام التقرير، دعت الفاو وبرنامج الغذاء العالمي الحكومات والدول المانحة والشركاء إلى اتخاذ تحرك عاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة، والاستجابة بجدية لتحذيرات الأنظمة العالمية بشأن حالة الأمن الغذائي.




